مرغما أنت يا أخي كل صباح
على ارتداء بنطالك السفلي وقلبك مفعوم بالرعب من رئيس قسمك الأحمق
الذي سيطل عليك بعد احتسائه كوب الفراولة
ليؤكد لك في فلسفة أنك مخطئ
حينما تأتي إلى العمل متأخرا نصف ساعة
طبعا ستنافقه وتضحك في وجهه
وعقلك يهم باغتياله بخناجر فضية ما زلت تخبئها في حوائظ ذاكرتك
المترعة بيوميات انحطاط وقمع من جانبه وتساهل من جانبك
مرغما أنت يا أخي كل صباح
سواء كنت تركب المترو من شبرا أو المرج أو الجيزة وعبادين
حتى الدقي
ثم تسير بعض الخطوات
مرغما على احتواء أنفاسك في الزحام
وأنت تغلي داخليا من معاملة
هؤلاء البشر لمثلك من البشر
صريخ زعيق شخط ونطر
وكأننا أسطوانات من الصفيح الصدئ
وجدها أحد الأطفال صدفة في الطريق
ليمارس عليها ضرباته الساذجة
مرغما أنت يا أخي كل صباح
على التعب والإصابة لمختلف الأمراض
التي أبدع وأنتجها القهر للبشرية
من الصفراء للإيدز للحمي
للسكتة القلبية
والتي ستجئ لك إن عاجلا أو أجلا
وأنت تمارس دورك اليومي في تقلد دور العامل الأجير
المستعبد الفرح بأنعام مولانا البرنس عليه
مرغما أنت يا أخي كل صباح
على الابتسام مرار وتكرارا
كلما شاهدت أحد السادة
وهو يحاول إقناعك بدمه الخفيف
رغم علمه بعكس ذلك
لكنه اعتاد نفاق نفسه قبل نفاقك
وقبل أن تنافقه أنت أيضا
مرغما أنت يا أخي كل صباح
وبعد ساعات من العمل
على الزواج من صداع نصفي
والسير على النيل
وأنت تسب وتلعن في أسلاف
أربابك ..كل يوم تقوم بذلك
دون ملل
هل اعتدت الدور
هل تفوقت في القيام بالأمر
إذن هنيا لك بدور الكومبارس
الذي يموت
في نهاية الفيلم
مرغما أنت يا أخي كل صباح
كل يوم
على قتل ذاتك
والتي حتى إن لم تكن موجودة الآن
ستنمو لك غيرها حينما تترك هذا العمل
No comments:
Post a Comment