يتلخص التاريخ السري لمشرقي أرجنيوف
في ملايين الوقفات
التي قضاها منتظرا زيارة
أحد الأشخاص
عايز منه مصلحة
الانتظار بالنسبة له
هو المرحلة التي
تتولد فيها مليارات الوساوس داخل عقله
ومليارات القصص والروايات والأشعار
وبلايين الكادرات التمثيلية
والتي يؤديها أمام المنتظرين مثله
أو المارين أمامه
علاوة على الوقفات
يتكون نصف تاريخ مشرقي
من مكالمات الهاتف
التي يخشى أن يقوم فيها
بالاتصال بشخص ما
تغيب عنه منذ شهور أو حتى سنوات
ذات مرة تحدث مع صديقة له
لم يراها منذ مائتي عام
وربع دقيقة
بعد خصام نشب بينهم عبر الهاتف أيضا
ظل يجوب شوارع البلاد
حتى اتصل بها مغيرا من نبرة صوته
ليقول لها أنه شخص مجهول يطمئن عليها
دائما ما يتذكر أرجينوف هذا اليوم
على أنه أجمل أيام حياته ط
الوقفات الطويلة في انتظار خادم الفانوس
والذي سيفتح له أبواب النعيم
ومكالمات الهاتف التي تظل ألف عام معلقة
حتى تتكون أداب شعبية
وتندثر حضارات
كل هذا
يثير غضب مشرقي من نفسه
لهذا قرر الاتصال بنفسه من أقرب ميناتل
ليقول لنفسه
وبكل صراحة ووضوح وشجاعة واعتدال :
اختصررررررررررررررررر
No comments:
Post a Comment