Friday, October 30, 2009

بحبك


ذكريات مسمار صدئ تم دقه في كومودينو بأحد فنادق برشلونة وتحول إلى بشر بواسطة الملائكة

" وقابلتك انت لقيتك بتغير كل حياتي معرفش ازاي انا حبيتك معرفش ازاي ياحياتي " هكذا غنت أم كلثوم في أحد حفلاتها القديمة والتي حينما تشاهدها تشعر بسعادة خاصة إذا ما كنت في يوم أجازة

بهذه الأغنية أحاول بدء قصتي
الاسم : مسمار
المهنة مسمار
الوضع منذ ولدت : مسمار

اسكن داخل مساحة من الخشب ..ثقب صغير اسود اضعه فيه معظم جسدي ..الجزء المدبب من جسدي أما رأسي فهي وحدها تطل على العالم الذي حولي بصعوبة ..

حولي غرفة نوم كاملة ..دواليب وموائد صغيرة وسريرين ومرآة ..ومنضدة للماكياج وتصفيف الشعر ..
لا اذكر منذ متى جئت هذا المكان وانحشرت داخل هذه القطعة من الخشب التي يسمونها " كومودينو"

كل ما اتذكره أن هذا حدث منذ زمن بعيد
هذا الزمن البعيد تفصح عنه الشقوق المنتشرة في حوائط تلك الغرفة
التي يعلو سطحها عن خمسة أمتار لتؤكد لك أن هذا المكان هو فندق قديم جدا في أحد ضواحي برشلونة

كل هذا لا يهمني في شئ
إنما ما يهمني أنني كنت أسكن أنا وزملائي المسامير الآخرين
والذين يملكون نفس شكلي في أحد الأكياس القماشية
بأحد محلات بيع الخردة والبويات
هناك كنا نلعب ونتسامر ولا ننام أبدأ لأننا في النهاية مسامير
هكذا وفي يوم ما جاء أحد الأشخاص القصيرين وقال لصاحب المحل :
عمو بابا بيقولك أنا عايز "مسمار"

مد الرجل يده داخل الكيس القماشي واختارني
بعدها بساعات وجدت نفسي
محشورا داخل هذا الشئ
سنوات مرت وأنا محبوس مسجون

فجأة تحطم كل هذا
جاءت هي .. أحد الملائكة
حطمت الكومودينو البشع
سمعت صوت الدقات
وجدت نفسي خارج إطار المكان والزمان ..
انتزعت من قطعة الخشب
ومن حينها تحول المسمار إلى بشرا حقيقيا
ليس له علاقة بالمسامير
أو يعرف عنها شيئا

إهداءا إلى من حولتني من مسمار إلى بشر
بحبك يا صافيناز
يا ربة النور







Monday, October 26, 2009

حمادة بالالا

مشاعر سائق قطار يوم 27 اكتوبر 1885 :

ينطلق حمادة بلالا كل يوم إلى عمله مسرعا ..
يعمل سائقا على أحد خطوط السكة الحديد
من مصر للإسكندرية
كل يوم يتواجد في عمله من الساعة السادسة صباحا
يمضي الحضور
يدخل الى غرفة قيادة القطار
يلقي نظرة سريعة ساخرة على كل الأدوات
الدروكسيونات
غرفة الفحم
صندوق الساعات والاتجاهات
علبة السجائر
وزجاجة ماء الورد التي يغرق بها جسمه
في أيام الحر والبرد بلا تفريق بينهما
يبدأ طريقه من محطة باب الحديد "رمسيس"
تتزايد سرعة القطار
أصوات العجلات تصيب
أسنانه برعشة لذيذة
لا يلتفت للأراضي الزراعية الخضراء التي يمر بها
عقله بأكمله يتركز في شئ واحد
الوصول إلى الاسكندرية
قبل الساعة العاشرة
كي يعود مرة أخرى في الواحدة
ليركب القطار مرة أخرى
وهكذا

في السابع والعشرين من اكتوبر اختلف الأمر
لم يأت بالالا في موعده
ووضعوا مكانه زميله عواد الشربيني
البعض قال : لعل المانع خير
تعبان او جات عليه نومة
البعض لم يهتم أين ذهب بالالا


لم يتخيل أحد ما أين ذهب بالالا
كان في أخر مكان يتوقع أحد أن يجده فيه
كان من ضمن راكبي القطار
المتجه من مصر للإسكندرية
اذا مررت بجانبه ستجده
يوجه رأسه الى الشباك
يتناول الأراضي الخضراء التي تمر أمامه
في سعادة ولهفة
تمتزج بطعم السجائر الرائع في فمه
سعادة مطلقة غمرته حتى وصل للإسكندرية

هناك قرار أغرب اتخذه بالالا
الركوب بنفس القطار
العائد من الاسكندرية لمصر
لكن هذه المرة فوق القطار
تجربة مثيرة
عاد بعدها بالالا
إلى روحه المعنوية المرتفعة
لم يتعلم شيئا من تلك التجربة
سوى أنه سعيد
ويرغب في تجربة آلاف الألعاب مثل تلك


الآن يجوب بالالا العالم
مستقلا كل قطاراته
بعد سنوات
ظهرت الطائرات والمناطيد
والموتسيكلات
والأطباق الطائرة
إذا نظرت للسماء
ستجد بالالا يستقل أحد تلك الأشياء
وهو يرش ماء الورد على جميع المخلوقات
لقد تحول بالالا إلى إله