Friday, November 12, 2010

فتاة الحدائق



فجأة بعد ستة اشهر ونصف
وجدتها هناك
ولم اكن ارغب في ذلك
عاهرة تقف بجانب المطعم
ككلبة تتنظر التعشير
كانت تقف مطأطأة رأسها
خوفا مني
كي لا انطلق باتجاهها
لاصفعها قلما
لم ترى في حياتها مثله
لا اخفي عليكم حين رايتها اردت البصق على وجهها
لاعطي لها ولمن حولها رسالة
ان تلك الكلبة ليست الا احدى العاهرات
اللاتي يستأجرهم اي جهاز امني
لجلب المعلومات
لكني كبرت دماغي ولم ارد تلويث عيني
برؤية هيئتها القبيحة
لكني كنت ارغب في قول شيء هام انني كنت اعلم منذ الخامس والعشرين من نوفمبر بدورها الاحمق
في المهزلة
وانني سرت معها الشوط كي اتعلم
كيف تعمل المرشدات من امثالها في وسط البلد
كما اردت ان اقول لها انني عثرت على حلم حياتي
وفتاة احلامي الحقيقية
ولحسن الحظ
ليست مخبرة او مرشدة
مثل بنت الحدائق
تحياتي الى العاهرة العانس
ولتهنأ بالتجسس على الزبائن الجدد المرشحين من قبل اللي فوقيها
بالمعنى الجنسي والسلطوي
هاهاهاهاهاهاها

Thursday, July 29, 2010

صحيفة حكومية تحلق فوق الأرض عدة سنتيمترات


ذات يوم كنت اسير بجانب بائعة الكتب والجرائد ..التي أمر عليها كل يوم مطلقا سبابي تحية ليوم جديد من الحياة ..يوم مشرق بتفاؤل العجائز انطلقت إحدى الجرائد اعتقد أنها كانت صحيفة حكومية من التي تملك محتوى ورقي يصل إلى 80 صفحة بالرغم من أننا كنا في أحد أيام يونيو الحارة ..إلا أن الجريدة وورقاتها ال50 تحركت في نفس الاتجاه الذي كنت أسير تجاهه ..كانت تطير فوق الأرض بمسافة لا تقل عن 10 سنتميترات..لكنها ـ المسافة ـ كانت كافية لأشاهد أحد الظواهر الغريبة في حياتي والغرابة ليست في طيران جريدة حكومية تزن مقدارا من المادة يجعل من الصعب طيرانها ..لكن تكمن الغرابة في عقلي أنا الذي أراد ابتداع وتأليف قصة ما أو خاطرة عن الأمر ..ما الذي يمكن كتابته عن طيران جريدة حكومية فوق الأرض ب10 سنتيمترات ..ما الحكمة التي سيستفادها قارئي هذه الخاطرة من وراء هذه القصة ؟اسمعنى جيدا واقرئني جيدا ..... أنا لا اقدم نصائح أنا أحكى ما حدث لي صبيحة أحد أيام شهر يونيو الحار .... لكن الحقيقة أن تحليق الجريدة ذكرني بأشياء كثيرة لم يمنع صعودها لعقلي قيامي بالقبض على جسم الجريدة الحكومية الطائرة وإعادتها لبائعة الجرائد ـ التي تشبه مومياء اوتسي المتجمدة منذ مليار عام ونصف وتم اكتشافها في أحد مقاطعات روما في القرن التاسع عشر او ربما الثامن عشر ـ حادث التحليق ..تحليق الورقات ال50 ذكرني بكل شخص منا يعيش في بلدنا المشبر بتراتيل الغموض الجريدة كانت مليئة بأطنان من صور الرئيس مبارك و كلمات النفاق والضحك حتى على النفس ..الحبر الذي انتشر في كل موضع بتلك الجريدة الكومية علاوة على إعلاناتها وصورها التي أخذت شكلا باهتا دفعها الى الشكوى ...كانت الجريدة تجرى فوق الأرض علها تسقط هذه الكلمات وتعود إلى سابق عهدها مجرد صفحات بيضاء طفولية تعشق الأشجار والبيوت الأثرية وتمدح الخديوي عباس حلمي الثاني أو الأول عن حق لا عن زيف وباطل تقوم بتوجيه أنشوداتها رغما عنها وعن ترويستها للرئيس مبارك .الجردية الحكومية ما زالت تأن من الشكوى وتطير فوق بلاطات الرصيف كأي مصري أصبح مجرد صفحات بيضاء دخلت إلى مطبعة الإعلام المصري الموجه منذ 30 عاما وهنا أتحدث عن جيلي ابناء الثمانينات الذين امتلأوا أغاني وإعلانات ومسلسلات وخطابات وصور لمبارك وفجأة في لحظة ما توقف كل شئ واكتشفنا أن العصر الحالي يختلف عن الماضي المذكور والذي يمتد ما بين أعوام 1982 إلى 1998شيئا ما حدث اكتشفنا معه أن طعم الحياة أصبح سيئا ... وتسائلنا هل كنا نقتات إعلاما مزيفا وجدنا فيه لذة ما رغم ردائته وعندما دخلنا المرحلة الأردء اشتقنا للأقل رداءة أما أننا بالفعل عشنا عصرا ذهبيا لن يعوض ...طبعا انا لا اتحدث عن خطب مبارك هاهاهاها ...لكني اتكلم عن أغاني صفاء أبو السعود وعفاف راضي ومسلسلات ذئاب الجبل وعائلة شلش وحتى أفلام الكارتون التي ربينا عليها توازيا مع الكتب التي قرأناها لنبيل فاروق وأنيس منصور وميكي جيب وفلاش وسمير وغيرها من أنهار ثقافية غرقنا بها فرحا ونشوةما الذي حدث ....لا أعلم بالتحديد لكني أحمد الله انني عشت هذه الفترة سواء كانت رديئة أو ذهبية ..لكن ثواني ما علاقة هذا بالجريدة الطائرة لا توجد علاقة ...بالطبع لكن دوري أنا أن أجد العلاقة أو ربما دور الحادثة التي جرت أمامي هو ما دفعني الى ايجاد تلك العلاقة ..لا أعلم بالتحديد لكني اعتقد أننا أنا وأنت وكل أبناء جيل الثمانينات وحتى التسعينات تحولنا جميعا الى 80 ورقة من صحيفة حكومية تحاول الطيران فوق الأرض 20 سم لتسقط صور مبارك وكلمات المرض الدسمة عن كاهلها وكرشها ... وتحاول بقدر الإمكان الشفاء مما انتابنا من تمسخ وتقزم ولزوجة لا نعرف متى أصابنا وأين بلينا به .... تفسير أخر لطيران الصحيفة الحكومية :ربما أرادت التحول الى قطة طائرة او عصفور كما نرغب نحن في التحول إلى شخصيات أخرى إنها غريزة أن نكون شخصا أخر بخلاف ما نكون حتى ورقات الصحيفة الحكومية ترغب............ في آلا تكون حكومية

Tuesday, July 27, 2010

عصابات صربية وبلغارية واوكرانية تسيطر على وسائل المواصلات بالقاهرة


أن تكون صربيا او مولدوفيا او اوكرانيا أو اي جنسية من جنسيات البلاد التي تتحدث لغات تشبه الروسية هذا شيئا هاما جدا جدا جدا في مصر وبالأخص اذا كنت تستقل الاوتوبيس في طريقك الى المنزل عدم فهم ولا كلمة مما يدور حولي كانت هي الحالة المسيطرة والمفروضة على بالأمس ركبت الاوتوبيس حاولت انتقاء "كرسي فاضي " بين المقاعد ..وجدت امامي من مجموعة من الأجانب واشح أنهم جاءوا من منطقة ما في أوروبا .. كان أحدهم جالسا بمفرده على اريكة الاوتوبيس التي تتسع لشخصين قبل ان اطلب من سيادته التنحي جانبا والجلوس لا النوم على الاريكة ...ظن هذا الصربي او البولندي و الاوكراني انني الكومسري لا اعرف لماذا ظن لك هل لأنني كنت احمل حقيبتي المشدودة على كتفي كالبوسطجية ...طيب البوسطجي حاجة والكومسري حاجة ولا هما في اواكرانيا معندهومش فرق بين المنصبين ومن كتر الفقر الواحد بيشتغل كذا حاجة معرفش الحقيقة . المهم ياريس تقريبا قلت له بلغة الإشارة انا مش الكومسري قال لي كلمة اقرب الى "سوري" منطوقة باللهجة الغريبة بتاعت بلده الشرق أوروبية او غرب أوروبية معرفش .. هززت رأسي وانا اتسائل طيب دول ايه اللي يركبهم اتوبيس وازايا هيتفاهموا مع الكومسري وهينزلوا محطتهم ازاي .. وهنا بدأ الصداع كلام فكلام ثم كلام لمدة نصف ساعة متواصلة رغي رغي رغي بالصربية ولا المولدوفية بتاعتهم دي ... ولأني من عادتي اعرف رد فعل اللي حوالي استغربت اني مافيش ولا مصري من اللي في الاوتوبيس كان دريان بحاجة اللي حاطط سماعة في ودنه ومركز في الطريق والعربيات اللي بتجري في الشارع وعواميد النور ...واللي باصة قدامها سرحانة في الحياة الزوجية وعالم القره قوز اللي بيسموه البحث عن لقمة العيش .. والللي نام على نفسه وواثق أنه هيستيقظ لما يوصل الألف مسكن ... لم أجد حد بيضحك او مهتم بالموقف اللي انا فيه .. على الرغم من ان احد المواقف الكوميدية أو امثيرة للاهتمام المعروفة في تاريخ الشارع المصري لما نلائي واحد أجنبي وبالأخص مجموعة منهم قاعدين يتكلموا ومحدش فاهم حاجة منهم ... ياجماعة مجموعة من الصرب أو السلوفاك او التشيكيين راكبين الاوتوبيس من رمسيس ورايحين في اتجاه الألف مسكن هو الموقف دا مالوش اي دلالات عندكم ...طيب اخوكم اللي جالو وش في ماغه وصداع من ثرثرتهم محدش فيكو يبصلوا او يعبروا بضحكة تهون عليه الطريق.... من الاخر اكتشفت اننا كمصريين فقدنا حتى الرغبة في معرفة اي شئ في الحياة ... تحولنا الى ألطاخ (جمع لطخ) هكذا كنت اتسائل ثم أجبت على نفسي بس واضح اني كنت غلطان ...كان فيه واحد واقف قدامي ... على الرغم من إني قمحي البشرة وشكلي ميدلش ابدا اني ممكن اكون أوروبي فما بالك بإني أكون صربي او اوكراني المعروفين بأنهم قطعة من الشمس في لون وجوههم ..بئول على الرغم من دا اعتقد هذا المصري أنني إما المرشد السياحي لتلك المجموعةأو انني احد هؤلاء الصرب او البلغاريين ... ولأنه كان متعقد هذا لم يكن ينظر ناحيتي ليرى الضحكات اللي على وجهي من رغي البلغاريين اللي حواليا .. يمكن كان خايف اني اعمل معاه مشاكل لو انا تبع الناس دي او واحد منهم مع اقتراب جلالة الاوتوبيس من محطتي الأزلية نظر الي هذا المواطن المصري وجدني اضحك فضحك ..قلت له دون كلمة واحدة اخيرا يا عم عرفت ام الصداع اللي انا فيه .. قمت من مقعدي عشان ياخد مكاني وسط الصرب والبلغاريين .. كان على فمي تعبير واحد سمعه كل من في الاوتوبيس ...." تعال ...استلم الوردية " تعالت الضحكات على الكلمة وتعالى صوت البلغاريين وكأن الاوتوبيس تحول الى ساحة حرب كونية بين الأحرف والكلمات .... ألقيت نظرة وانا واقف على الباب ...نظرة سريعة على هؤلاء الذي جاءوا من شرق أو غرب أوروبا ... كي يمنحوني فكرة للكتابة عنها فتقرأوها وتقولوا لي رأيكم فيما جرى لأخيكم الذي سيبدأ من الغد دروس تقوية في اللغة المجرية مين عالم مش يمكن اقابل حد منهم تاني ومكونش جاهز

Thursday, July 22, 2010

كيف تتحول من استاذ جامعي الى صبي في مقلة لب ؟ الكتاب الأكثر مبيعا بالأسواق


"عدم الاقتناع بما يفعل" ..إنه نفس السبب الذي دفع صديقي الاستاذ الجامعي إلى ترك وظيفته والعمل كصبي في محمصة لللب والفول السوداني الكائنة بمنتصف شارع رمسيس ..ساعات بيطلقوا عليها اسم " مقلة" لم أسخر منه ولو مرة واحدة ..حينما كنت أمر عليه وهو يصب كميات من لب البطيخ في وعاء المحمصة ويقلب لساعات كنت احسده على السعادة التي تطل من عينيه ...رغم أنه قضى معظم عمره في السلك الأكاديمي بين تراب المكاتب وعفار المكتبات والروائح العفنة المنبعثة من أفواه اساتذة الكلية عجائز التاريخ التعليمي وملابسهم المضحكة إضحاك القرون الوسطى رغم كل هذا قرر أخيرا أن يترك عمله الممل والأهم المؤذي لأعصابه وراحته النفسية للعمل كصبي في محمصة للب . "لقد وجد السعادة في تحميص اللب وغيره من المقرمشات" هذه هي الجملة التي نطقت بها مخيلتي وانا أمر عليه للمرة الأولى بعد تركه لوظيفته ..كنت اذهب للجامعة لإكمال دراساتي العليا في موضوع تافه من موضوعات البحث الأكاديمي في مصر أظن كان عنوان أطروحتى الجامعية " التحور الجيني لفرخ الورق المقوى في القرن السابع عشر " ... مش فاكر ...لكني فاكر كويس جدا كيف كان صديقي الدكتور الجامعي يسير ومعه في حقيبته السمسونايت 15 كتابا تحمل عنوان " كيف تعيد ثقتك بنفسك" " كيف تحقق هدفك " " كيف تبني مستقبلك" " كيف تكتب رسالة علمية" " دع القلق وابدأ الحياة " مئات من هذه الكتب قرأها استاذي الجامعي بلا جدوى كان يشعر دائما بالخوف من الحياة ومن الموت وكنت استفزه بالحديث عن الموت ..فينهرني قائلا : بطل بئة تعال نتكلم عن مكونات بشرية أخرى بخلاف الأرف دا ... كان يقولها ووجهه مرتاب مني كأنني أنا الموت مجسد في مخلوق ... وكنت أنا اضحك وأسخر منه ...دكتور في مثل حجمه هذا وسيرته تلك ويخشى الموت ...حاجة غريبة الآن صديقي الأكاديمي يعود الى بيته في حي السكاكيني سعيدا ... لا أحد يسخر منه فقد حقق هدفه ... تاركا ورائه كل أوهام التفوق والنجاح الغير مرغوب وكل وساوس الموت دون ان يكون قد حقق ما يرغب فيه ..جلست معه منذ أسبوعين احاول استجلاء حقيقة الحياة منه باعتباره أحد كبار مفكري هذا العصر ومن المعروف أنه عمل سابقا مستشارا علميا بعدة حكومات مصرية متعاقبة ...أخبرني بأعجب حقائق سمعتها في حياتي . قال لي صديقي العجوز ذو ال80 عاما : شوف مافيش حد راضي عن اللي هو فيه من اول رئيس الجمهورية لحد اصغر موظف في الدولة ... احنا ما تولدناش مصريين عشان نفرح ونبتهج احنا تولدنا عشان غيرنا يحددلنا ازاي نفضل تعساء واغبياء طول حياتنا في حاجة مبنحبهاش تخيل التناقض في الحياة ... المكان اللي انت فيه دلوءتي يا إما أهلك اختارهولك يا إما انت اللي اخترته وفي الحاليتين انت مش فرحان عارف ليه لأن المكان في الحالتين مش هو رغبتك الحقيقية ممكن يكون عشان لقمة العيش او الخوف من البطالة او غيران من حد فعايز تنجح في اي حاجة وخلاص بس هئولك نصيحة... البني ادم لما يموت هينزل لوحده في القبر ومش هياخد منافسينه معاه . سألته : طب يعني الواحد يعمل ايه في الحياة عشان يكون ناجح وفي نفس الوقت سعيد ؟ جاوبني قائلا : اعمل اللي انت عايزة مافيش معيار للنجاح مانا اهو استاذ جامعي تحول الى صبي في محمصة لب وسوداني ...يعني من الأخر مافيش كتاب او ميثاق او حتى مانفيستو بيقولك ايه الصح والخطأ لو كان فيه كتاب لمعايير النجاح في حياتنا كتاب بيئول مين هو الناجح ومين هو الفاشل كان الناس كلها طبقت الكتاب دا وكانت عرفت من خلاله سر الوجود لكن واقع الحال أن كل طبقة اجتماعية كل بني ادم كل دولة أو شعب أو حتى كوكب شايفالنجاح بعينه... وبيعاقب اللي يمشى عكس الاتجاه بس الحقيقة بتئول اعمل اللي انت عايزه مافيش فاشل ولا ناجح كلها تمثيليات اخترعها البشر للنجاح والفشل ...وهم كبير مضحك وسخيف . سألته : يعني حضرتك شايف انا وغيري نعمل ايه ..؟ الإجابة : اعمل اللي انت عايزه..قم بتحميص الكراوية لو شايف سعادتك في تحميص الكراوية ... اقفز من البلكونة لو فاكر ومصدق بجد انك هيطلعلك جناحات وهتطير ... يمكن تفقد حياتك ويمكن فعلا تطير ما هو مافيش حقيقة في هذا الكون ... اشتغل حلاق او اسعى انك تكون رئيس جمهورية مش هتفرق في الحالتين هتكون سعيد اذا عملت الحاجة اللي بتحبها بجد حتى ان كانت إحصاء عدد النمل على أحد حوائط غرفة عتيقة في مصر الجديدة ... صدقني ماحدش هيسخر منك اذا سبت شغلك واشتغلت حتى نجار أو حرامي خزن ...كل الناس فهمت من زمان اني مافيش حقيقة واننا عايشين عالم من الخدع السحرية .... وعشان كده بيسبوا اللي يعمل حاجة يعملها من غير ولا كلمة ولا نفس نحن في النهاية شركاء في أمر واحد وهو أننا مخدوعون بهذا العالم التافه ...ودمتم قائمة بعدد من الوظائف التي تحول اليها اساتذة جامعيين بعد قراءة هذا المقال : تعلم اللغة الكورية ... شوى السمك بدون شواية وعلى عين البوتاجاز الصغيرة .. اللعب في ستائر غرف النوم ومحاولة ممارسة رياضة التزحلق او الغطس داخلها وكأنك أصغر اقزام الأرض ... وضع لسانك داخل أقرب مولد للكهرباء في محاولة لاستكشاف ما ذا يوجد بعد الحياة ... هرش الرأس حتى تتدفق منها الدماء ... الامساك بمطفأة سجائر وادارتها بكف يد واحدة عدة لفات ... عمل رسالة ماجستير في العلاقة بين المطربة اللبنانية شوقية اسماعيل أغا واحتراق احد مصانع الغزل والنسيج بمدينة البط ... قضاء عطلة عيد الفطر والأضحى في كوكب زحل .... الجلوس ساكنا صامتا لمدة سنوات حتى يخرج السر الإلهي ... ركل ايادي وأقدام الكنب ومحاوة تحطيم الشمس بطائرة ورق ...يعني اي جنان وخلاص طالما انت مقتنع

Saturday, July 17, 2010

اليوم أخبركم عن شقيقي التوأم .... يوسف


ما لا يعلمه المقربون والمبعدون أن لدي شقيق تؤام نتناوب أنا وهو فن الظهور على ملايين البشر كل يوم

شقيقي "يوسف" أصغر مني بدقيقة لكنه الشخص الأكثر ذكاءا مني بكثير فهو لا يضيع حياته في الأوهام مثلي

لا يخصص ساعات من عمره للقيام بدراسة البشر والأكوان وساعة الحائط مثلي ..
لا يغضب من أحمق يهينه ولا يشغل نفسه بالانتقام كما افعل أنا..
لا يحزن بسبب علبة القمامة التي نعيش فيها مع ملايين المصريين ..
ويبتسم دائما رغم ألوان وأصناف الخرائب وتشكيلة الغم والهم تلمحاطة ببلادنا المصونة

لا تفرق معه أن يخسر ثلاثة الآف جنيها يحصل عليهما شهريا من عمله في أحد نوادي القمار التي تعتمد بشكل كبير على المخاطرة وعدم الأمان ووفاة الثقة ..فهو في حقيقة وجوده يهتم أكثر بشراء "نفسه" ولا يقبل بيعها أبدا مقابل بعض الدنانير .

من الأخر هو "مكبر دماغو" ويئولك اللي يولع يولع المهم نفسي وطز في أي حاجة تانية ...واني اضحك واطير بعيدا عن الأغبياء ومحدودي الأفق ومحبي الباذنجان المشوي ...هي دي السعادة

ربما لهذا السبب أطمح أن أكون مثل توأمي "يوسف"
أتمنى أن أكون في مثل ذكائه وادعو من الله ان يجعل عقلي
صورة طبق الأصل من عقله كما جعلنا نسخة واحدة بالكربون لا يفرق بيننا قريب أو بعيد

لم أخبر أي من اصدقائي أو زملائي بهذا الحدث الجلل ..الكل يعرف محمد (أنا) هذا الشاب النحيل بعض أيام السنة ..السمين قليلا (هاهاها) بعض ايام السنة ...المكتئب والموسوس كل أيام السنة ..لكن لا احد يعرف أخاه التوأم ..استاذ يوسف

يوسف يعرف خمس لغات حية هي الايطالية والانجليزية والأرمينية والتركية والعبرية .. يوسف يعرف ايضا كل اصدقائي وزملائي .. في نهاية كل يوم نجلس معا ليقول لي ماذا حدث طوال هذا اليوم ..ماذا قال له البواب عند خروجه من باب المنزل ..رقم الاوتوبيس الذي ركبه ..كم فتاة عاكسها اليوم ... زملاء العمل الذين ألقوا عليه التحية اليوم ... يحكي لي أنه لم يعرف الاجابة على سؤال أحد الأصدقاء لأنه لم يراجعه معي قبلها بيوم .. يوسف يقص علي ماذا يحدث في ايام السبت والاثنين والاربعاء و باقي ايام الاسبوع اقص عليه أنا ماذا حدث ....

اعلم ماذا سيحدث لي بعد كتابة هذا المقال سيدأ كل من اعرفه ينتابه الشك ويقول في سره :" من الذي أمامي محمد أم يوسف؟" ستقابلني غدا أو بعد غد أو حينما اجدك وتجدني أمامك في احد المناطق التي اتردد عليها يوميا .. ستتحدث معي ستتتحدث معي طويلا أولبعض الوقت ..ستقوم بالتركيز في ردود أفعالي على ما تقول ...بعدها بيوم ستقابلني في نفس المكان وستقل نفس الكلام متمنيا ان تجد ردود افعال أخرى مختلفة ...

ملحوظة: لن تستطيع ان تفرق بيننا والسبب سهل جدا : في نهاية كل يوم أجلس أنا وتوأمي نتحدث في كل ماحدث اليوم نتبادل المعلومات استعدادا لليوم التالي سواء كنت انا من سيقوم بالدور أم هو ....





Thursday, July 15, 2010

كعبلة الأراييل ... مشكلة كل المصريين


ترغب في التحليق فوق العالم والبحر لكنك تصطدم بغابات أعمدة الإيريال وأطباق الدش المزروعة بعشوائية فوق أسطح البيوت ... تتكعبل قدماك وتتوقف عن كونك سوبر مان ...الحرية .
تتمنى مغارة جبلية ..ليس أكثر من مغارة جبلية بعيدة عن كل جيرانك في هذا الكوكب لتبث شكواك لكل مركبات الهواء والبحر والسحب ... ويعود مخزونك الحيوي الى ماكان عليه ..فتعود للدنيا نشيطا ..وتبدأ نشاطك العبثي في الحياة من جديد ..لا تستطيع الحصول على إجازة..وتستمر الحياة في تحطيمك بلا لذة.. الانعزال لفترة
ترغب في الحصول على درجة الدكتوراة في علم ما من علوم الأرض ... ترغب في قراءة ما تيسر من كتب العالم وبكل اللغات ...ترغب في أن تكون أكثر من حياة واحدة وعقلا واحد وعلى شفاهك ابتسامة العالمين العارفين ...تسبك زوجتك وتطالبك بغسيل قدميك فور دخولك من باب الشقة نظرا لرائحتهما العفنة ..تدخل الى دورة المياة وانت تلعن حظك العاثر الذي أوقعك في براثن زوجة جاهلة....العته المغولي
تقابل فتاة جميلة ..تقابلها عدة مرات .. إعجابا بها تتزوجها فتقابلها ـ تدريجيا ـ أقل عدد من المرات حتى يموت أحدكما بعد أن يعلم حقيقة هامة أن من تخيلتها السيدة الاولى في الفتنة والانبهار ليست الا كائن مدهون بالعرق والروائح الباهتة والصوت العالي .............. لا تنسى الدهون المتراكمة ...الكرش الأخضر
هل أنا متشائم ...ربما ... إذن ما الحل ...لا يوجد حل استمر في الكعبلة فوق أسطح البيوت وحطم كل غابات الارايل والستالايت والدشات ...اترك كل وظائفك العبثية واجلس في المغارة ..اذا رغبت في القراءة اقرأ بشرط واحد هو أهم شروط الدنيا غسيل قدميك قبل الدخول من باب الشقة ....مش ناقصة زعيق ووجع دماغ من "الصول" الذي يتزوجه كل المصريين . ...هاهاهاها
ملحوظة : الصول كلمة مصرية تدل على أحد رجال الشرطة قديما والذي كان يسير في الشارع ليلا ليقول يمين هناك ...أما الآن فتطلق على ذلك المخلوق الذي يعيش معك بشكل يومي ويتغذى على الطعام والماء والبهارات مثلك ويملك شعرا أطول منك بكثير ..اعتقد يسمونه المرآة ...

Wednesday, July 14, 2010

عصر مبارك و"الطعمية بالحمص" ... نفسي اسافر سوريا



"طعمية بالحمص" هذه هي الوجبة التي يتناولها إخواننا الشوام في سوريا ..لا أجزم انني تناولتها لكن أحد اصدقائي القدامي والذي لم التق به منذ زمن طويل حكى لي أن الشوام اسف اقصد السوريين يحضرون الحمص ويسلقونه ثم يعجنوه ويضيفوا اليه الخضرة والتوابل أي انهم يقلون الطعمية المصنوعة من الحمص مش من الفول زي ما احنا بنعمل ومحلات الفول والطعمية بتعمل .سألته : بس إيه طعمها حلو يعني أحلى من الطعمية المصري اللي معمولة من الدرة ؟حرك رأسه يمينا ويسارا كأنه أحد دراويش الطعمية ليؤكد لي في انجذاب وحالة من الشطح الجنوني : يخرب بيت طعمها يا بني دي أجمد من المصري الف مرة .لا أنكر انني صدقته خاصة أني تخيلت طعم الحمص مع الخضرة وهو يذوب في الفم .... ياسلام لو الواحد يروح سوريا نفسي اروح سوريا وأكل الطعمية بالحمص في سوريا برضو.المشكلة أنني ظللت لفترة طويلة منبهرا بالطعمية المصري لا أنكر هذا خاصة من محل معين منذ ثلاثين عاما وانا اتناول وجبتي المفضلة من الطعمية من عنده لأنه الأقرب إلي لهذا لم افقد إيماني بالطعمية المحلية لكن والحق يقال منذ فترة طويلة بدأ التغير يحدث مقتربا من مرحلة "إلحاد" بالطعمية القاهرية وكل الوجبات الأخرى وكل الأشياء الأخرى المسألة ليست مسألة جحود أو انني زبون انقلب على صاحب المطعم لأني بخيل او وجدت شخص ما يطبخها ويقليها بشكل ألذ ...لا ليس هذا هو السبب ...الإجابة تمكن في هذا العضو الذي يمتد من اللوز أسفل الحنك حتى اسناني ..(اللسان) الله ينور عليك ..فمنذ ما يقرب من سنوات لا اذكر منها سوى انها عديدة وكل المذاقات باظت وكل الأطعمة اصبحت ممسوخة .. الجبنة اصبحت مجرد مياه راكدة ..الفاكهة تحولت الى طرشي محلى بسكر مملح ..هتسألني ازاي هئولك معرفش ...حتى طعم البيوت المصرية ـ اللي عملها محمد منير اغنية ـ أصبحت مجرد مجموعة من الغلابة الممسوخين يا إما قاعدين على النت كنماذج لنجاح الحكومة في تغييبنا الكترونيا يا إما بيتخانقوا مع بعض وكارهين بعض يعني كلمة العائلة اللي بجد مش هتشوفها اللي في صفحة حوادث او تعذيب من الشرطة او هجرة للخارج ..حاجة يعني .........لا مؤاخذة ذات يوم بعيد ـ خمستاشر مارس سنة ستة وتسعين ـ تناولت انا وصديق من الاسكندرية يبلغ من العمر 180 عاما جبنا ابيض مرشوش عليه بعض الشطة والكمون كنا نتناول الطعام مع الخبز المحمص خبز عادي مش عيش "التوست" لتفتكروني غني والعياذ بالله ..كان الطعم روعة ..لا يوصف ..لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا لسان ذاق ... من ساعتها لم اتذوق مثلها ..طعم البطيخ والمانجو والملوخية وحتى سندوتشات الفول لم تعد كسابق عهدها ..يا اخي دا حتى اللحمة ـالكرشة والفشة والمومبار ـ طمعها اصبح مثل طعم ازرار الكيبورد الاصفر مع اني ما اكلتش قبل كده أزرار كيبوردات ولا شفت كيبوردات صفراء بس انت فاهمني طبعا حاجة زبالة ...ممسوخة ..هو دا المصطلح اللي ممكن نطلقه على حياتنا في عهد مبارك يعني لو شبهنا فترة عبد الناصر بإنها فترة الأكل الحلو الفاكهة الحلوة والخضار اللي زي الفل ...ففترة مبارك هي فترة الوجبات المصنعة من جير البياض او من الزهرة الزرقاء والبوتاس بتوع الغسيل ..انا معرفش سيادة الرئيس بياكل طعمية بالحمص ولا لأ وطبعا لو بياكلها مش هتكون مليئة مبيدات سرطانية ...ومعرفش جلالته عارف ان الطعمية بالحمص حلوة ولا لأ ...وهل هو عايز يسافر سوريا زيي ..الله اعلم انا ميهمنيش اعرف انا كل اللي عايزة دلوئتي اقف في ميدان "اللاذقية" واهجم على عربية فول تكون بتقدم من ضمن وجباتها الطعمية الحمصية وأكلها بس كده وأكلها كما وانا ببص على اي قصر عربي من العمارة الاسلامية اللي هناك وبعدين اشرب كوباية من العصير القصب ـ مش شرط يكون القصب معمول من الحمص ـ بس كفاية ميبئاش زي مشروب رجلين الكنب اللي بنشربها في مصر دا واللي بتحس فيه بمدى حلاوة طعم الصدأ ...تخيلوا طعم الصدأ واحد صاحبي بيقولي انت فاكر سوريا حلوة بس في الطعمية الحمصية والعمارة الاسلامية والقصب يابني دولا عندهم الفنانة العظيمة سلاف فواخرجي اللي لما بتتطلع على الشاشة الرجالة في كل البيوت بيقفوا ليها تعظيم سلام ... ست الحسن والجمال وملكة بحور الهلال الخصيب ..يعني مافيش بني ادم عراقي ولا اردني ولا حتى هندي او ليبي يقدر يتكلم ... انا بصراحة كانت طموحاتي اني اروح سوريا عشان أغير طعم الأكل اللي الواحد بيتناوله عقابا في مصر ونوعا من جلد الذات عن طريق الفم انما الأملة توصل بيا إني اشوف سلاف فواخرجي معدية ان شالله من شارع اللاذقية برضو في سوريا فدي حاجة كبيرة علي أوي واحمد ربنا ورب السوريين عليها .أي كان الأمر انا في انتظار التأشيرة من اي واحد بتاع فول وطعمية في دمشق ... لأزور ملكة الأنوار العظيمة سوريا ...اتناول الطعمية السوري واسبح بعيني وكياني في المروج الخضر وقلاع التاريخ ..متهيألي من حق اي بني ادم انه ياكل طعمية شامي برضو ...يعني ايه ياكباتن ...يعني مصنوعة من الحمص يا استاذ ملحوظة : ربما يأتي يوم ينتهي فيه عهد مبارك واعود لأتناول مرة اخرى انا وكل المصريين مرة أخرى طعمية مصنوعة من الفول لكن تضرب نظيراتها السورية واللبنانية وحتى المريخية بالجزمة القديمة ..........نرجو الله .............. وحددددددددددددددددوه
إمضاء : مصري قرفان من اللي بياكلو واللي شايفه واللي شاربه في العصر المبارك اللي طعمه زي طعم الجرجير بالحنكبيل البايظ

Tuesday, July 6, 2010

مذكرات جاسوس فضائي في بولاق أو العلا أو ...خلي بالك من الكمسري...





مذكرات جاسوس فضائي في بولاق أو العلا
أو خلي بالك من الكمسري

ملحمة وطنية من ملفات جهاز الأمن المركزي
المركزي كمان مرة


السطور التالية هي أحد التقارير التي كان يرسلها مخلوق فضائي إلى قيادته خارج كوكب الأرض قبل اعتقاله بتهمة التجسس وإليكم نص التقرير :


التقرير رقم 3 م ج

أن تكون جاسوسا هو العذاب بأكمله خاصة اذا لم تكن في الحقيقة جاسوسا ....

ان تتمنى في كل لحظة انفجار كل الأشياء أمامك واختفاء جميع اللهجات التي تسمعها لتعود الى وطنك الحقيقي طائرا بعيدا عن نكهة النكتة غير الحلوة التي تسمعها وأباليج الشعور بالزهو الذي يملأ الأشخاص هنا في أرض العدو ...العدو الذي لا تعلم ما المطلوب منك عنه ..و ما هي المهام التي كلفت بها لتقصي الحقائق عنها وعن اشياء معينة

كل ما تعلمه انك جاسوس فاشل دخلت الى هذه الأرض منذ ثلاثين عاما الى هذا الكوكب إلى تلك المنطقة كي تجمع اكبر قدر من المعلومات عن دفاعاتها المدنية والعسكرية في حالة شن غزو من بلادك عليها ...من الاخر انت طليعة الغزو الفضائي كما يسميه الأرضيون هنا ...

أغاني صفاء أبو السعود ..مع إنه خشب في خشب في خشب انما يتساهل تقله دهب ...مسلسل ارابيسك وليالي الحلملية والشهد والدموع وبوجي وطمطم .... الجيلاتي وعصير القصب .... ابتدائي اعدادي ثانوي ... أصالة وعبد الحليم وأفلام إسماعيل يسن ...روايات نبيل فاروق وكتابات أنيس منصور .... التلاجة والبوتاجاز والعنب الأصفر والأحمر ... الجبنة والبطيخ والخناقات ...تنزل السَبَت للبواب يحطلك فيه بجنيه فول وجنيه طعمية وبنص بتنجان ...طلع السَبَت.... الرصيف وعدد البلاطات .......

مليارات الأشياء التي تم إدخالها لعقلي قبل الهبوط إلى الأرض .... العملية التي لم تستغرق سوى عدة دقائق حفظت فيها مخيلتي المليارات من الأغاني والأفلام والمواقف العائلية والحياتية والأفكار والقصائد والشتائم وأساليب الخناقات والنفاق والغضب والمشاعر وغيرها من الأشياء الخاصة بأبناء هذا الكوكب .... حتى طريقة الضحك في السينما على فيلم غير مضحك بالمرة .....

وهكذا بدأت فترة تجنيدي وخدمتي في أرض الأعداء في بولاق أبو العلا

كانت بولاق في ذك الوقت هي عاصمة كوكب الأرض بعد توحيده على يد "فتوح البنفسجي " فتوة الحسينية والعطوف الذي خرج من قصص نجيب محفوظ ذات يوم وقفز من داخل صفحات الرواية ليجسد حلمه على أرض الواقع .... احتل كل الأراضي ...هزم إسرائيل على أرضها ...طرد كل الأنظمة الاستعمارية والديكتاتورية من المنطقة ...مصطلح المنطقة الذي كان ساعتها يطلق على مصر وفلسطين وسوريا ولبنان والسعودية وبلاد الخليج وغيرها من البلدان التي تقع بالقرب من هنا ...و"هنا" هذا غير محدد

المهم أنه فتوح البنفسجي قام بها أفضل من مازنجر نفسه ...ومازنجر لمن لا يعلم كان أحد مسلسلات التليفزيون الأرضية التي تم إمداد عقليتي بها قبل بداية المهمة.....

توحيد فتوح للعالم تحت إمرة بولاق أبو العلا لم يعجب قادة الفواكه السبعة في كوكبنا وهم المجموعة المنوط بها ملاحظة أي عمل مناف للقانون الكوني وسحقه وردعه وتحطيمه .... المطلوب كما جاء على لسان أحد القادة السبعة : تجميع أكبر قدر من المعلومات عن كوكب الأرض ..وكل المعلومات مخزنة في بولاق أبو العلا باعتبارها العاصمة التي يهفو إليها ويتدفق عليها مليارات الكائنات سواء من هذا الكوكب أو غيره .

منذ ثلاثين عاما تمنى لي أقاربي واساتذتي حظا وفيرا ....معلومات أكثر .. تمهيدا للغزو الملئ حتى الثمالة بأطباقنا الطائرة ..... المشكلة ليست في ندرة المعلومات بل في طبيعتها ... وهو الأمر الذي يثير مللي ويجعلني أوشك على التنحي عنها بعد ثلاثين عاما منها لم أفهم من ورائها سبب وجودي هنا كما لم يفهم أحمد زكي ـ فنان سينمائي من كوكب الأرض ـ سبب وجوده في مهمته في فيلم "أرض الخوف" إخراج داود عبد السيد .

هل تضحك اذا قلت لك أن المهمة كانت العمل محصلا للتذاكر على خط أتوبيس المرج ـ السيدة عائشة ...هذه الوظيفة يرتدي صاحبها ملابس أشبه بالمخبرين ...قميص مفتوح من فوق زرارين وفانلة داخلية تبرز من الداخل ليشاهدها كل ركاب المواصلة ....

ـ كمسري ـ هكذا يسمي الأرضيون هذه المهنة ...لكن ما فائدتها في التمهيد لغزو فضائي

الكمسري ... ذو وجه بارد منافق ...يعلم جيدا كيف يتمالك ذاته عند الغضب ..تثق في كلماته إذا قال لك أن هذا الأوتوبيس متجه إلى شبرامنت حتى إن لم يكن فعلا متجها إلى شبرامنت....فن تضليل البشر هو مهمة الكمسري وعلمه الذي تعلمه بلا مدارس أو أكاديميات او معاهد عليا أو رسائل ماجستير ودكتوراه .... الكمسري يضع سيجارا فوق أذنه ...اليمنى عادة .. ويبتسم لصغار البشر ـ الأطفال ـ الذين يأتون غالبا للجلوس على أرجل أمهاتهم داخل الأوتوبيس الخانق في الصيف ..القاتل في الشتاء ..يلاعب تلك الطفلة ويعرف من خلال ملاعبته تلك معلومات عن العائلة وعن الجهة التي يتجهوا إليها .. عبقري هو أيضا في مراقبة كل من يستقل العربة من خلال كرسيه الخافي عن الأنظار في مؤخرة الأتوبيس ...

ـ لا أحد ينظر إلى الكمسري ـ هذا هو واقع الحال في بولاق أبو العلا ... لكن الكمسري يرى الجميع يرصدهم ويجمع المعلومات والجهات .... ثم ينقلها إلى القيادة ...القادة السبعة ..... المعلومات لا تخرج عن بعض القصص التي تتناقلها سيدتين تقص كل منهما على الأخرى بشكل تلغرافي أو متداخل أو تشاجري أحداث عائلية ...... المعلومات قد تنبع من طفل صغير يصرخ على والده بإحضار هدية كان قد وعده بها بعد نجاحه في الشهادة الكبيرة ... المعلومات قد تصدر حتى عن راكب استقل الأوتوبيس بالخطأ فيطلق بعض السباب الممزوج ببيانات قاعدة عسكرية شمال شرق أوروبا الغربية تابعة لإدارة الأمن القوقازي ..ولها خطورتها على أطباقنا الطائرة وقت الغزو ... معلومات معلومات معلومات ....تتدفق من كل ناحية صباح ظهيرة عصرية مساء كل يوم ....ربنا يزيد ويبارك

هناك أيضا مساعدو الكمسري والذين ينتمون إلى الفضاء الخارجي .... انت لا تعرفهم بالطبع لكني سأخبرك بهم يا عزيزي قارئ هذا الملف السري ...إنهم هؤلاء الذي يخرجوا عليك كل يوم وأنت ذاهب إلى عملك صارخين بقولهم ـ جلدة للغسالة ب2 جنيه ..... نعناع بنص جنيه ... المحلات بتقول جنيه ونص أنا مش هئولك زي المحلات هنئول بنص جنيه يا بلاش ..بنص جنيه تغير طعم بوئك ـ أو ربما تكون الشفرة بتاعتهم كالأتي : ـ 5 جحارة قلم بجنيه .... سيبك من استغلال المحلات ..الحاجات الأصلي بتاعت بره يا استاذ ـ

الدور الذي يقوم به هؤلاء المساعدون هام جدا وهو لفت أنظار جمهور الغافلين الذين يستقلون العربة وإبعاد تلك الأنظار عن عيون الكمسري التي تسجل في ورع وتقوى كل ما يهمس به هؤلاء أو حتى لفتات عيونهم وضحكاتهم الساخرة من الأوضاع في بولاق أبو العلا بعد وصول فتوح البنفسجي للحكم في البلاد وجلوسه على سدة الحكم في الكوكب الأزرق المعروف بكوكب الأرض ...

في النهاية أحب أن أؤكد أن المهمة ليست بالسهلة ...طبعا لن أحدثكم عن طرق الإرسال والاستقبال ..جداول الشفرة الفضائية ... طرق التدريب ..وغيرها من الأمور التي يعد كشفها إجهاضا للغزو الفضائي المرتقب ..سأحدثكم في النهاية عن أمر هام ربما يشعر به الجاسوس أي كان موضعه وأي كان الكوكب الذي جاء منه .

الجاسوس غير متأكد من أي شئ ...يعيش في الغالب وعلى الدوام حياة من القلق والهموم والاغتراب..يشعر أنه مدفون في مكان ليس مكانه .... هؤلاء ليسوا مثلي وأنا لست مثل هؤلاء ... طبعا الانطوائية محرمة على العميل الاستخباري .... لكن الجاسوس يشعر أنه وحيد بين غرباء مهما أوحى لنفسه أو أوحى له الأخرون ..سواء كان الأخرون هم من بعثوه أو من بعث إليهم ...الجاسوس المثالي هو من يشعر فعلا أنه واحد من أبناء أعدائه ....بالطبع يبقى على جزء صغير في عقله يؤكد منبته الأصلي والمهمة التي جاء من أجلها وهويته الحقيقية ...لكن مثاليته وتفوقه يتضحان ويتجليان إذا ما أقنع نفسه فعلا أنه أحد راكبي الأوتوبيس وليس الكمسري الذي يراقب الركاب


وسلملي على المترو .................. عتبة عتبة عتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتتبة "

إدارة الأمن العام
مكتب مكافحة الكمسارية
خط حلوان الهرم














Sunday, July 4, 2010

فتاة الرابع من يوليو


الثامنة والربع صباحا

لا أعلم ما الذي دفعني إلى التوجه لمحطة الأتوبيس في مثل هذا التوقيت بالتحديد مخالفا جدول نزولي اليومي .. كان الطريق من منزلي حتى وطات قدمي أول درجة من الأتوبيس المتجه لكفر الجبل جوا شتويا غريبا ...الغرابة أننا في الرابع من يوليو أحد أيام فصل الصيف فما بالك بصيف 2010 شديد الحرارة

كان الجو شتويا وكانت الأشجار قد امتزجت بالسحب وسبح الهواء في مساحات المباني والبشر يضحكون متسائلين هل عاد الشتاء مرة اخرى ...... من الأخر كان الطقس تمهيدا للقائي بها

وجدتها هناك ومحطة الأتوبيس تقترب ..نضارة شمسية كبيرة تخفي بها عينان لا أعرف مدى اتسعاهما ولونهما .. ثوب أحمر من عصر القصور الملكية ... حينما شاهدتها انتابت فمي نوبة من الضحك الصامت ربما المكتوم ... أنا لا أعرف من هي ؟ لكن يكفي أنها موجودة هناك بالقرب من المحطة التي على بعد خطوات منها أقف أنا فرحا واتلفت كل ثانية والأخرى لألقي نظرة سريعة عليها مبتهجا ...

بعد ثوان بدأت هي أيضا تتلفت ناحيتي تلقي نظرة خاطفة بين الحين والأخر .... النضارةالشمسية الحمقاء لم تخفي توجه نظراتها تجاهي ..

فجأة ظهر الأتوبيس ..لم أكره الأمر ...

داخل الأوتوبيس وفي طريقي للجامعة التي أدرس بها ظللت أردد تلك الأفكار :

" ايه البت الحلوة دي ... أنا هنزل كل يوم الساعة تمنية ...أكيد هي نازلة بدري كده عشان تروح كليتها أو شغلها ...أنا مش عارف سنها كام تفتكرممكن تكون أكبر مني بكتير أو أصغر بكتير .. طب ما ممكن تكون مرتبطة ... يالا مش مهم أنا هاجي كل يوم واشوفها ويمكن العلاقة تتطور ...ثانية واحدة هو فيه اصلا علاقة ...وبعدين مين قال لك انك هتشوفها تاني ما يمكن واحدة جاية تزور حد وماشية .... وبعدين انت هيفوت منك عشرات الاوتوبيسات رايحة الكلية ويمكن تتأخر ..مش مهم نعتبرها مغامرة .... ربنا يسهل " .................


اللي نازل كفر الجبل

Wednesday, June 30, 2010

البحث عن محروس الظبع




مش ساعات وانت لسه صاحي من النوم تلائي أغنية مقطع أغنية عمال يتردد في دماغك لدرجة انك بتتجنن ومش عارف تطلعه من راسك ...والغريب أن المقطع دا بيكون لأغنية يا إما انت مبتحبهاش يا إما أغنية تافهة فات عليها سنين أو أغنية جديدة برضو تافهة مش عارف دخلت عقلك ازاي لأ واديت نفسها الحق في أنها ترغي في دماغك وتكرر نفسها مليون مرة لما هيجيلك منها صداع ....سيبك من كل الهبل دا ..مش دي المشكلة

المشكلة ان لي صديق من كتر ما بيشوف السينما بئت كل ردوده من واقع الأفلام اللي بيشوفها لمحمد سعد واحمد حلمي وغيرهم ...كمان هو دماغو متستبة على القديم والجديد من الاخر هو روتانا سينما متحركة على قدمين تعالوا معنا ندخل عقلي صديقي هذا .....

قبل كل شئ ...يضع صديقي لنفسه هدفا عالميا هو إيجاد " محروس الظبع" ومحروس هذا لمن لا يعلم هو الشخصية الي بيتبهدل بوحة الصباح " محمد سعد" بسببها طوال فيلم بوحة عشان يحصل منه على نص مليون جنيه كان ابوه سابهم مع محروس بعد صفقة ما لا يورد الفيلم مصدرها او قصتها او سببها ...

في النهاية يظهر محروس الضبع ليقف في المحكمة ووسط فرحة بوحة بتبرئته من التهمة المنسوبة إليه ليقول لبوحة الصباحي حقيقة ليست بالجديدة على محروس لكنها مفاجئة لبوحة : الحقيقة تتلخص في : " أنا محروس الضبع دوختني معاك ياراجل خد شيك بنص مليون جنيه " ليرد عليه بوحة نص مليون جنيه وينتهي الفيلم بأن يتحول الصباح إلى احد مستثمري الطاقة الحيوانية وصاحب أكبر مزارع الألبان واللحوم مستثنيا دخول اولاد أبو إسماعيل لتلك الزارع نظرا لحالات الثأر المتكررة في تاريخ العائلين

أنا عارف إني رغيت في الفيلم كتير وأوردت حقائق يعلم كل مصري تفاصيلها لكني اتحدث عن صديقي الذي يبحث بالفعل عن الضبع ويعقتد انه حقيقي بل إذا قابلته في أحد المقاهي بوسط البلد سيقول لك : بس الائي محروس الضبع إن شاء الله ساعتها مشاكل كتير هتتحل في العراق وأفغانستان وفلسطين ...كل الناس هتبقى كويسة ...هكذا يتحدث صديقي دون أن ينتبه إلى مدى التناقض في حديثه ..فليحلم كما يريد

ليست تلك هي المشكلة الوحيدة أمام صديقي بل إن "فخري القناوي " عنده مشاكل عديدة تتلخص في كم من العبارات التي استقاها من الأفلام وإليكم شنطة كاملة من تلك الفقرات :

" كوتة اقتلي أمك وانزلي ... ماتعمل حاجة بوشك اللي بين قوسين دا ... عمر الحريري هنا ... أنا اللمبي اللي لو الزلزال عدى مصر ما يعديش عليه ...كتكوت ابو الليل اللي كل الناس تخاف من الليل إلا هو الليل يخاف منه ..وجطط كده وزجطط.. وتغرب نفسك ليه وتشحطط روحك ليه مانتا كده مده ميت ميت .... يخرب بيت اللي جاب ابوك .... الفخايدة والكبيرة ...توت توت توت توت شد حيلك يا كتكوت .... محسوبك فالانيتنو ..فالنتنيو تمويه دا ولا ايه ..اصلا أنا لامؤاخذة راجل مزواج ..ايه مزواج دا بسنين يعني بوز من هنا وببو من هنا ... مبئتش تفرق سينا من سونيا .. رياض البنطلوني يعني اصغر مدير سجن في تاريخ البني أدمين ... التشرد الأطفال دا في كل حته كوبري الملك الصالح امبابة لندن ... أدي أخرة اللي يجيب لماراتو هايفون ...اللمبي 8 جييجا ..يعني ايه ........... رجه ولف البكرة "

هذه بعض العبارات التي تتردد في عقل صديقي "فخري القناوي" ..وستظل تتكرر على لسانه بعد عقله او قبل عقله ..معتمدا في إثرائها على كل فيلم جديد يشاهده ... المشكلة أنه لم يتحدث معنا اللهجة المصرية بل أصبح مجرد "نوت بوك" لتسجيل قفشات الأفلام

وما زالت الأغنية تتردد في عقله كلما استيقظ : " يعني ايه لما .............." رجه ولف البكرة

مساء العسل ...أو صباح الفل

Monday, June 28, 2010

بيان عاجل : فوز الدكتور محمد البرادعي في انتخابات الرئاسة



(الأول من أكتوبر 2011 )

مفاجأة لها مذاق الدهشة هبطت على الطرقات وأنا أتجه إلى كليتي كلية الهندسة بجامعة القاهرة .... البرادعي بئى رئيس الجمهورية ... هكذا كان الناس يرددون في كل مكان بعضهم قالها بصوت هامس خائفين من مخبري العهد السابق والبعض قالها في شكل اتخذ دوائر راقصة بكل ركن وزقاق وعلى أسقف السيارات ...


(الثالت من نوفمبر 2011)

الكلمات التي أكتبها تخرج من أصابعي بصعوبة ... لا أصدق أنني أعيش فترة جديدة في التاريخ المصري ... من كان يصدق .... لكنها الحقيقة .... إلغاء إتفاقية السلام مع تل أبيب ....الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ....التحقيق مع جميع المسئولين السابقين الذين ثبت تورطهم في قضايا تعذيب وفساد إداري ومالي ... توظيف ملايين العاطلين عن العمل .... الحكومة توافق على تنفيذ مشروع الدكتور فاروق الباز بإقامة فرع جديد للنيل يمتد من جنوب البلاد للإسكندرية وإقامة خمسين ألف مدينه خضراء على امتداد الصحراء الغربية كمرحلة اولى .


(الخامس من يناير 2013 )

إحصائية صادرة عن وزارة الإسكان : تزايد أعداد الهجرة الداخلية من الوجه القبي والبحري إلى المدن الخضراء التي تبلغ مساحتها ملايين الأفدنة بدءا من جنوب مصر لشمالها وانخفاض عدد القاطنين بمحافظات مصر إلى خمسة ألاف مواطن لكل محافظة ...



( الثامن عشر من فبراير 2045)

حديث عائلي قصير بيني وبين حفيدتي البالغة من العمر عشر أعوام :

الحفيدة : يعني انت ياجدو كنت عايش الأيام دي ... أيام ماكانوا المصريين مش لائيين العيش الحاف ومواردهم الطبيعية بتضيع منهم ... وكل حاجة وحشة خالص ...

الجد (أنا) : مش بس كده دا احنا كان عندنا حاجة اسمها قانون طوارئ يعني اي حد يتكلم او ميتكلمش ممكن تلائيه مشرف في زنزانة عرضها متر في متر مع اربعين واحد تانيين برضو معملوش حاجة غير أنهم متضايقين انهم مش لائيين شغل ولا فلوس ومش عارفين يوصلوا صوتهم للي فوق وبيني وبينك احنا كنا فاكرين ان دا هيستمر لحد ما جاءت الانتخابات اللي كسب فيها واحد من غير تزوير ... الكلام دا كان تقريبا سنة 2013 أو 2014 مش فاكر والله يابنتي

الحفيدة : يالا الحمد لله اني مشفتش الايام دي .....

(الثامن والعشرين من يونيو 2010)

أجلس في شرفة المنزل أتمنى فوز البرادعي في انتخابات الرئاسة العام المقبل ...أطمح في إلغاء اتفاقية السلام مع تل أبيب وعدم تصدير الغاز ببلاش للعدو الصهيوني ..أتمنى أن تعود مصر زي ما كانت زمان منزل لكل مواطن ...ليه مش فيلا ليه مش قصر لكل مواطن ...مساحات خضراء تحلق بالروح فوق مدن خضراء بالصحراء الغربية ... عمل لكل بني أدم ...حرية تعبير وفكر .... ياترى هيحصل ..أدينا قاعدين وهنشوف

Thursday, June 24, 2010

موسوعة الشتائم المصرية ...تأويل سيدي الوسيلي






رحم الله سيدي الوسيلي الذي كان يجلس معنا في حلقات الذكر بقريتي في محافظة قنا ... كنا وقتها في القرن السادس عشر الميلادي إبان دخول عسكر العتمانلية للبلاد ...هؤلاء الذين تكلموا معنا بلغتهم الغريبة بعد ذلك ... وفي أيديهم كرباج منقوش عليه كتابات تشبه العربية عرفنا بعد ذلك أنها التركية

ذات مرة جلس سيدي الوسيلي يحذرنا من أي كلمة نقولها ليس هذا بسبب بصاصي الدرك الأعلى في بلاط مولانا السلطان سليم الأول حاكم البلاد الأوحد ...وإنما بسبب أن كل كلمة نقولها سنحاسب عليها يوم الدين وتنهمر عليك نيران جهنم ...كل حرف نطقته عذاب بمفرده ..هكذا قال سيدي الوسيلي في حلقاته التي شكلتها دوائرنا حوله بقريتنا في محافظة الدقهلية أو ربما الشرقية أو أسيوط ... مش مهم


الكلمة الأول :"هطلع ميتينك "

هذه الجملة من أخطر ما يكون لأن قائلها يدعي الإلوهية ...فالرب وحده هو القادر على بعث الموتى أما حينما تجد أحد مخلوقات هذا الكوكب أو الكواكب الأخرى يقولها ـ بلغته طبعا ـ فأعلم أنه إما بيهجس عليك أو إنه بيستهبل أو أنه عبيط ... ولنفترض أنه على حق ..ما عليك سوى استئجار مكاري ـ سائق الحمير ـ والذهاب إلى مدافن عائلتك بالقرية ..لا تنسى إحضار الكتكوت اللي اتكلم وقال لك هطلع ميتينك ... وتطبيقا لمثل "أدي الجمل وأدي الجمال" اطلب منه تنفيذ ما وعدك به ...طلع ميتيني بئى يا كابتن مش عملت فيها دكر وقلت الكلام دا.. طلعهم عشان نسألهم شافوا ايه بعد الموت وهل فيه حياة تانية ولا لأ .... طبعا سيادته مش هيرد ومش هيجي معاك أصلا عشان يطلع المراحيم اللي ارتاحوا منذ زمن بعيد من أمثال صديقك مدعي الإلوهية دا ...وربنا يشفي

الكلمة الثانية : " فيه ايه ياروح أمك؟ " وفي مصادرأخرى " فيه ايه ياروح خالتك؟ "

هذه الجملة تحمل معنى واحد أن الشخص الذي يوجهها إليك لا يراك بالعين المجردة فأنت مجرد "روح" يعني كائن شفاف أو مادة زجاجية زي اللي بتظهر في الأفلام المصرية القديمة لما يحبوا يجيبولك حد مات وبئى عفريت فاكرين فيلم عفريتة إسماعيل ياسين أو فيلم عفريت سمارة أو فيلم الفانوس السحري بتاع عفركوش ابن برتكوش ..نفس الفكرة ..يعني انت بتكون شبه الدخان والناس اللي بتبص عليك تشوف الكنبة اللي وراك ويجيوا يسلموا عليك ميعرفوش لأن انت مجرد دخان وهواء.. فتروح ايديهم تطلع من الناحية التانية وهم بيسلموا عليك ...من الأخر اللي يقولك الكلمة دي ـ وفقا لسيدي الوسيلي ـ معناها حاجة واحدة أنك دلوئتي عفركوش ابن برتكوش وانك مخلوق لا يحمل اي سمات المادة من ملمس بل مجرد طاقة ودا شئ كويس لأنه هيتيح ليك انك تنتقل عبر الأثير وتروح السينما والمطاعم وتسافر من غير فلوس ...


الكلمتين السابقتين وتفسيرهما حصلت عليهما من بعض الكتابات السرية التي تركها سيدي الوسيلي أرحمه الله ـ لمريديه وطلابه ...اكتفيت بتفسير كلمتين فقط نظرا لوقت من يقرأ هذه التفاسير ...ونستكمل غدا بإذن الله .

















Monday, June 21, 2010

استفزاز وجودي ..موجة حر ...هأو أو




التاسعة صباحا

بجانب شجرة لا تراها في العادة يقف مجموعة ضئيلة منهم
هؤلاء الذي جاءوا مثلك صباحا ليقضوا مصالحهم
محطة أتوبيس من الأخر بدون أريكة معدنية لجلوس المقعدين والعجائز
عليها ... المحطة ليست إلا مساحات متفرقة من البشر هنا وهناك لا يجمعها ركن معين أو زاوية جديرة بالانتظار فيها ..بل على العكس مجرد تجمعات قبلية يجمعها انتظار الغائب الذي سيأتي في لحظة ما مقدما ذاته في هيئة لعبة مكعبة وتسير على أربعة دوائر سوداء وتمتلأ معدتها بمحصل تذاكر ثمل أحمق ..وسائق لا نعرف من هو ولا نراه في الحقيقية المستحقة إلا حينما نقف بجانب الباب لنخرج من فم العربة مؤكدين بصوت استخباري :" طب الأسنان معاك يا أسطى لو سمحت "

هذا ما ستجده في مفترق الطريق بين شارع السرايات وشارع أحمد باشا سعيد بالعباسية وأنت متجه إلى كلية طب الأسنان التي تدرس بها في نهائي طب ..محطة بلا محطة ...صحيح أنها مصب لأنهار الشمس الحارة ونحن في هذا التوقيت نستضيف شهر يونيو بأراضينا يعني المسألة مسألة تحرق الدماء ..

وياريت المسألة تنتهي على كده ..فالطريف في الموضوع رغم أنني لا أجده طريفا أن جلوسك في المقعد أو وقوفك معلقا أمام الأخرين ماسكا بماسورة السقف لم يمنع سائق الأتوبيس من عدم الانصياع والامتثال لهدفك وايحائك له بالاتجاه إلى شارع العباسية مرورا بالعتبة بالسيدة زينب قبل الدخول في المنيرة والقصر العيني لتجد نفسك بعد شارع المنيل محاطا ببسمات من وصل قبلك إلى كلية طب الأسنان ،لا فالأوتوبيس يعجز عن التواصل معك عقليا وعبر كهرباء المخ الأثيري وأرواح التجلي ... تتمزق حزنا وانت تتجه لباب الأوتوبيس قائلا للسائق : " انا راكب غلط نزلي هنا "

عد بالشريط الزمني لعدة ثواني سابقة

ستجدني أقف أو أجلس مع أحد مستقلي العربة ..في همهمة أو قل حشرجة غير مفهومة بالطبع يقول لك أنك في المكان الخطأ .. وأن هذا الأوتوبيس يتجه لحدائق القبة .... نفس الخطأ الذي ارتكبته لمرات عديدة غير متنبها إلى أن الأتوبيس الذي يكتب عليه القصر العيني ليس ضروريا أن يكون متجها للقصر العيني ... .يشير إليك هذا الراكب المهمهم بأن المحطة التي على اليسار أي الناحية التانية هي اللي رايحة المنيل ..ويصرخ على السائق الذي نراه سريعا وبدون تركيز " ياريس وقف شخص ركب غلط " هنا تنتهي الهمهمة ومحاولاتك فهم ماذا يقول هذا المخلوق الصارخ على السائق
والذي جلست معه حوالي أربعة أيام لتفهم ماذا يقول وهل أنت في الطريق الصحيح أم لا لكنه كان يدير وجهه بزاوية غريبة لا تفهم منها سوى أن هناك خطأ ما .

تعبر الشارع وتجد مهزلة كوميدية جديدة ...محطة أتوبيس أخرى مكونة من سبيل ماء وكشك سجائر وسيارة مغطاة يستند عليها البعض بديلا عن الأريكة ..هذا هو شكل المحطة المتعارف عليه في منتصف شارع أحمد سعيد أو ما يعرف باسم مدخل حي بين الجناين ...هناك ستجد البشر يقفون لساعات طويلة ...بلا تغيير في الأفراد أو تغيير في الوقفة ...كلهم ينتظرون أتوبيسا معينا لا يأتي ... يمر العابرون عليهم ويسخرون ...كما لو كانوا أرواح موتى تسخر ممن يعيش الآن ويعيش في حياة غير مفهومة وعبثية .... تسأل أحد الأشخاص هو اللي رايح المنيل وطب الأسنان بيعدي من هنا ...يجيبك إجابة أخرى مليئة بأرقام الأوتوبيسات التي تريد ركوبها ...هو بيعدي من هنا ؟ يجيبك : اه ويضيف بلا داع : أنا هركب الأوتوبيس دا ...في النهاية وبعد انتظار على شبه المحطة تلك أو لنقل سبيل الماء والسيارة المتخفية في هيئة محطة ...يأتي الأوتوبيس بلا أي بقة فراغ تملأ نفسك بها ... مزدحما لدرجة الاستياء القوقازي ....تترك صديقك الذي يجيب إجابات أخرى .... تجده يتشاجر مع أحد المعلقين على الباب ويسأله أنت نازل ولا طالع ثم تتوالى الشتائم ...تضحك وأنت تتجه إلى محطة أخرى ....تسير قليلا وتنظر ...تحترق دمائك من التأخير على الكلية ... وبعدين ... تمر بالعواصف الترابية تتعرض لقبلات مقززة من دائرة الشمس المفروضة على هذا الكون بحجة إنماء النباتات ...وتجوب بحارا وبحارا و....لن أكمل الأغنية فها هي محطة " " بصراحة مش عارف اسمها لنقل محطة الدمرداش أو محطة نفق مصر والسودان المهم أننا الآن في منطقة دير الملاك الممهدة لحدائق القبة ... هذه المحطة تختلف عن سابقاتها بأنها تحتوي على أرائك ...نحمد الله ... لكن الوقت يمر ولا أريد الوصول متأخرا ...بعض الأوتوبيسات الغامضة هويتها ولا تحمل حديدة الأماكن التي توضع بجانب أول راكب غير موجودة .. ثم يأتي صديقك الأوتوبيس الموعود الذي وقفت في ثلاث محطات اليوم وأمس وغدا ربما 150 محطة كي تجده ... وتستقله ... ليتجه في طريق أخر يستغرق وقتا زمنيا عن طريق العتبة القصر العيني المنيل .... هذا الأوتوبيس الغارق في الصبغة الحمراء ..يتخذ طريق صلاح سلام القلعة السيدة عائشة مجرى العيون ..وهووووووووووووب بس بعد الكوبري يااسطى ...الإشارة هناك إلى كوبري مجرى العيون ..أصلا أنا ايه اللي يخليني أنزل ميدان الجيزة وأركب حاجة تانية للمنيل لأ أنا هركب من مجرى العيون هكذا أقول لنفسي

لا يأتي الأوتوبيس في مجرى العيون ...

عنوان لكادر الساعة العاشرة والنصف يوميا
سور مجرى العيون أمامي يبدأ مدفونا وينتهي عاليا ولا أفهم لماذا هذا التدمير كيف تقوم بسد سور عال ...........
مش مهم ليس هذا مجالنا ...لكن وسط فتحات السور التي بقيت ستجد بائعي الورد وغالبا ما يكونوا عجائز يرتدين الزي الفلاحي المزهز بصور الفاكهة أو فتاة مات أباها في حادث ما لتجلس منتظرة مصيرها غير الرائع طبعا في مصرنا العظيمة الغالية على رأي خالد الذكر سيد درويش ... لا يأتي الأوتوبيس اتخذ قرارا هاما وأنا أنظر لساعة الميدان ..السير مشيا إلى المنيل ويحدث الأمر في عجالة ..العرق ينهمر من جلدك ... ترتشف كوب من الماء المثلج المشبر في أحد مقاهي المنيل المضغوطة ... تعبر الطريق لتجد الكلية ...تدخل إلى أصدقائك في المحاضرة على فمك تعبير واحد :" يلعن أبو أم المواصلات والأرف اللي احنا فيه كل يوم ...مافيش أتوبيسات في العباسية للمنيل تركب غلط وتنزل تركب تاني .. وفي مجرى العيون مافيش حاجة للمنيل تمشي على رجليك ... "

لكني تعلمت حكمة وما زلت اتعلمها كل يوم وما زلت أتفوه بالشتائم لأني اتعلمها كل يوم ...باختصار الانتظار هو ميراثنا الوجودي ...الانتظار دون أن يأتي ما تريد وحتى إذا جاء ستذهب إلى مكان خاطئ ...وهكذا تحترق حياتك في وصلة غباء متواصل ... فما الحل ... أنك تمشي للمنيل على رجليك يا برنس البرانيس ............هأأو...أو..أو...أأأو

محلوظة : هأأو كلمة باللهجة الصربية تعبر عن السخرية




























Sunday, June 13, 2010

غرفة مظلمة إلا من ضوئين



غرفة مظلمة إلا من ضوئين
ضوء لمبة الكومبيوتر التي تحمل بعض ألوان الطيف
وضوء لمبة مفتاح صوت سماعات الكومبيوتر
اديث بييف الفرنسية أو محمد منير المصري يغنيان أغنية ما غير مفهومة
لكنها رائعة وإلا ماكنت اخترتها لتسمعها

في الوقت نفسه وفي الغرفة نفسها أجلس في الظلام
اتناول سيجارتي الكليوبترا الحمقاء
وكأنني بهذه الطريقة أحصل على هدوء موسيقي محبب الى النفس

لا أرى دخان السيجارة
القلق من الحياة هو ما أراه
ويراه ملايين غيري
حينما يجلسون في غرفتهم السوداء الا من ضوئين

ليس للقلق سبب
انت تعمل ..معك اموال كل اول شهر
جبهات حياتك هادئة معظم الوقت
إذن من أين يأتي هذا المخلوق الأزرق
المدعو الخوف ؟

تأتي الإجابة من غموض الحياة حولنا
رغم كل الطمأنينة التي يرسمها الأخرون
من حولك والضحكات والأفيهات والقفشات
يظل السؤال الأهم
ماذا وراء كل هذا ؟
وإلى أين ينتهي كل هذا؟
وماذا بعد؟


أنت تستيقظ مبكرا
تجلس قليلا على النت
تسير في الشوارع
تركب المواصلات وتنظر لأسماء المحلات
والعيادات وغيرها
ينشد البشر من حولك موسيقاهم وضجيجهم وهدوئهم
وثقتهم في شئ ما طيب يحدث أو سيحدث

عقلك ينشغل قليلا بالعمل والوجود والزحمة والناس
وعائلتك وقصصك اليومية والأسبوعية والسنوية وطعامك
ومحادثاتك على الماسنجر والياهو والفاسبووك
كل ما يحدث لك يوميا من زخم إنساني
كل هذا ينهيك ويجعلك تنسى حقيقة هامة
ما زالت تطل من شبابيك المطابخ
وأغلفة الكتب والكراريس
الحقية هر مجرد سؤال من خمس كلمات
لماذا ؟


يقول الفلاسفة ان هذه الكلمة "لماذا "هي أول الفلسفة
والحكمة ..وأنا عن نفسي لا أريد ان اكون حكيما
بقدر ما أريد وبشدة معرفة الإجابة عن نفس الكلمة
لماذا ..لماذا وإلى أين ؟

الجميع سيقدم إجابات مختلفة
هناك من سيؤكد لك ويحلف لك أن المحطة القادمة في حياتك
هي بولاق الدكرور او باريس او برلين الشرقية او حتى كوبري الليمون
وهنا من سيؤكد لك انه غير متأكد بشكل مؤكد مما سيؤكده لك المستقبل
والبعض لن يجيبك لأنه لا يعلم أو منشغل
والبعض سيقول أشياء أخرى

ويبقى هذا السؤال الذي خلقه طعم السيجارة
والنيكوتين الذي يؤدي كميائيا إلى إصابتك بالقلق والخوف
بسبب نقص الأكسجين الممنوح لرئتيك
السؤال الذي لا يتم إنتاجه الا في مصانع الغرفة المظلمة
ذات الضوئين
ضوء لمبة الكومبيوتر وهو مغلق
وضوء مفتاح اللصوت

ماذا بعد............ تلك هي المشكلة ؟
لماذا ....تلك هي الإجابة ؟


























Thursday, May 27, 2010

ظاهرتان

ظاهرتان أود الإشارة إليهما قبل الدخول في موضوع اليوم
الظاهرة الاولى هي برامج المقالب التي تتكون من الزبون المضحوك عليه
والذي يتم استفزازه من قبل مضيفيه
حتى يصل إلى درجة الاستفزاز القصوى والتي قد يرتكب جريمة ما بعدها
وفجأة : انت في برنامج الكاميرا الخفية أو مقالب اونلاين
وينتشر التصفيق
ويضحك الزبون ويضحك من حوله وصافي يالبن حليب ياقشطة


أما الظاهرة الثانية فهي أن تنتاب الممثل او الممثلة حالة من الضحك خلال
تمثيله لدور ما ..يقف أمام الكاميرات ويطلب منه أن يقول أنا أحمق
لقد وقف العالم ضدي ...
وفجأة يدخل الفنان او الفنانة في ضحك متواصل ويعتذر للمخرج او القائمين على صناعة العمل الفني
على قطعه للتصوير
قد يتكرر الامر حتى يتم فصله واستبداله بممثل أخر
"سوري يا جماعة اصل الكلام بيضحك اوي "
هكذا يقول أو تقول

لننتقل الآن إلى حياتنا أو وجودنا .. لهذا العالم الذي أعيش فيه بالنسبة لي سبع وعشرين عاما وعدة أشهر وعلى وشك الدخول في ال28
اتسائل هل هناك تشابه بين الظاهرتين وبين ما يحدث حولي من وقائع حولي
سواء كانت تحدث أم لا
هذه الصور هذه المحسوسات التي اشعر بها كل يوم
عبر خمس حواس بالإضافة للذاكرة
بدءا من طعم عصير القصب أمام كلية الهندسة بميدان عبده باشا
وحتى نهر النيل الذي أتأمله في عجالة وقد لا أفعل بعد انتهاء فترة العمل
التراب الطائر بشوارع السكايني وبورسعيد وغمرة ومراد ومصدق
الاتوبيس النبيتي الجديد
كل شئ في مجال الوجود إن كان موجودا

اتسائل ماذا لوكان العالم مجرد برنامج للمقالب وحينما تخرج منه فيما يعرف باسم "الوفاة " فجأة ستجد تصفيق وتجد من يقول لك قبل هذا التصفيق
اصفهان .... هذا برنامج " النكتة المستديمة "
والذي يستمر لمدة سنوات قد تصل للمائة
كنت ضيفنا طوال سنوات طوال
والآن انكشف لك السر
فالعالم ما هو إلا مقلب كبير
هل ستتعالى الضحكات حينها على وجههك
وتندمج مع من حولك في تلك الضحكات
"الأمر مجرد مقلب واتسبك ...تعيش وتاخد غيرها "
" هعيش ازاي ما هي اصلها حياة واحدة بس "
" مش مهم المهم انه مقلب وبيس يامان خلي عدك روح رياضية "


وهوما ينقلنا إلى جانب أخر ...لنتخيل انك تعلم ان الحياة مقلب والمطلوب منك ان تصاب بالعصبية والغضب والرغبة في قتل كل مضايقيك ... وهناك تصبح مثل الفنانين الأذكياء الذين يدركون من أول كلمة استفزازية ان هذا برنامج الكاميرا الخفية
طبعا ستمثل انك لا تعلم الخداع الذي يحاك حولك
وستجلس هادئا إحراقا في دم مضيفيك من صانعي البرنامج
حتى ينتهي


لنسافر الآن إلى الظاهرةالثانية وهي "بدون مونتاج" او خروج الشخص من مرحلة الشخصية الممثلة إلى عالم الواقع أو عالم الصانع ...أي التحول من مصنوع إلى صانع
تطبيقا لهذه الظاهرة يعي الإنسان فجأة أنه يمثل دورا ليس بدوره ...وانه رغما عنه وفي الحقيقة بمزاجه دخل إلى عالم من الورق وتناثر حبرا على صفحات هذه الدنيا ليمثل دورا ما
قد يكون أمين عام لحزب
أو شيخ لأحد الطرق الصوفية
أو سباك في احد مصانع صخر الحديد بالمهندسين
عملية الخروج تتم قبل كل شئ فجأة حينما تكتشف مدى سخف ما تفعل
"هذا ليس أنا ...إيه العبط اللي أنا بعمله دا"
قد تضحك او تصمت او تفعلأي رد فعل أخر
لكنك ستخرج من الورق
لتتحول إلى عالم الواقع وتنظر إلى السيناريو
الذي كنت تسكنه منذ قليل


ستتحول حينها إلى خارج التجربة لا داخلها
هذا كان يقودني إلى فكرة جنونية جدا جدا جدا ماذا لو كانت عمليات ال"بدون مونتاج"
التي تنتاب بعض الممثلين
هي نفسها عمليات الكشف والإدراك التي تنتاب البعض منا خلال تجربة الحياة تلك وحن نمثل أدوار ليست لنا
ماذا لو قلت لنفسك يوما ما
أنا لست أصفهان نور الحسن بل أنا شخص أخر يكتب مدونة باسم انشراح الزملاوي
وأصفهان هذا ما هو إلا أحد تلك الشخصيات
ماذا لو تحررنا من قيود الحبر والورق
وتحولنا لعالم الحقيقة
هذا ما يفعله الفنانون ويتهمهم الطاقم الفني بالسخف





















Wednesday, May 26, 2010

ضياع معجم باكستاني



قاعدة طبية تعلمها أصفهان نور الزمان من جولانه بالأرض

"أفضل دواء للمرض هو الاستمرار في الحياة"

على سبيل المثال إذا أصيبت عينك بحساسية بالغة او رمد ربيعي أو حول عليك فورإصابتك بهذا الوباء أن تقوم لقراء 15 ألف كتاب من مكتبتك التي لم تقرأ منها حرف منذ بداية حياتك العملية وتحولت إلى مزار عائلي للصراصير والخنافس وأرض خصبة لزراعة الأتربة الصيفية

بعد وقت طويل ستشفى عينك لا تعلم كيف رغم ان الاطباء اخبروك ان الراحة التامة هي الأهم ورغم الألم الذي شعرت به مع كل سطر او جملة تقرأها من كتاب ألماني او إنجليزي او روسي أو أصفهاني ..أو حتى باللغة العربية

تطبيقا لهذه القاعدة قمت بلف الكرة الأرضية بعد الجزع الذي أصيبت به قدمي اليسرى ..وعندما تعرضت لحادث أتوبيس في مدينة كاليمارا دونزا ...قمت بلف الكرة الأرضية مرتان إضافيتان .. في انتظار مزيد من الحوادث ...وكان الشفاء دائما بانتظاري

هكذا وبرغم رخامة العمل وما يسببه لي من أمراض ...إلا ان تلك الأمراض تختفي مع دخول مقر العمل والانغماس فيه لدرجة انك تنسى ما هو المرض الذي أصابك ..وما هو السؤال الملح الذي ظل ينغص عليك عيشتك حينما استيقظت صباحا .. ويتعلق بفترة ما في الماضي او حلقة جديدة من مسلسلات المستقبل .

من الاخركل شئ يتداووا ويخف في نهاية الامر بمزيد من العمل ومزيد من السير في الطرقات ....

ذات يوم كنت أملك معجما للغة الباكستانية ... كنت أخشى أن أفقد هذا المعجم خاصة ان امتحانات التخرج من جامعة قرقمستان اقتربت وأرجو الحصول على أعلى الدرجات ... فجأة ضاع المعجم وكنت أعتقد أنني اذا فقدت هذا المعجم سأفشل وستتحول حياتي إلى جحيم ...الكل اكد لي هذا الامر ...ناصحين إياي في صرامه : لا تفقد المعجم إنه سرك الأول والأخير

لكنه ضاع ووجدت نفسي سعيدا على عكس ما قال الجميع نفس فكرة المرض وعلاجه فقدان المعجم كان هو العلاج وليس المرض


إلى اللقاء أنا سعيد الآن .










Sunday, May 23, 2010

ألة زمن...شنط بلاستيك وأدراج













دائما ما تخبرنا الأساطير أن السعادة موجودة بالقرب من عين المرء لكنه لا ينظر إليها ويبحث عنها في كل مكان عدا أمام عينه

وتقول الفنانة المصرية شادية ..مطربة الخمسينات ..... دور عليه تلقاه دور عليه دور ..ياللي عينيك شايفاه وبرضو بتدور ....

ذات يوم قرأت لفريدريك نيشته الفيلسوف الوجودي المعروف جملة : نحن لا نتحرر الا عن طريق التذكر

والجملة لها معاني كثيرة من بينها انك حينما تطالع كتاب يومياتك مثلا ..ستجد انك كررت نفس الخطأ منذ خمس أعوام او شهور أو حتى من ثانيتين ...تضحك حينما تعلم هذا وتهوى قراءة هذه اليوميات وتأخذك الحياة في قراءتها
نعم نفس الخطا تم ارتكابه عدة مرات ...حتى الصواب ارتكبته عدة مرات

هنا يكون التحرر في معرفة أن هذه ليست أول مرة وليس أول خطأ وليس أول فشل أو أول نجاح ومن ثم تتعالى الضحكات على عينيك وعقلك ... وتشعر بحالة من الطمأنينة الغريبة المشوبة بالسخرية

هناك حالة اخرى من التحرر تأتي عن طريق التذكر :

ستتبع نصيحة شادية ونيتشة والأساطير ...اين ستجد سعادتك ..ستبحث في منزلك في كل مكان حتى تجد درج الجزامة او الدولاب أو شنطة بلاستيك مليئة بالأشياء التي جمعتها خلال ترتيبك لغرفتك واعتقدت أنها "حاجات مهمة " وهو المصطلح الذي تطلقه على ما ليس بقمامة خلال توضيب الغرفة ..تضع هذه الأشياء في الشنط البلاستيك كي لا تضيع ..

ولماذا تفعل ذلك لسببين الأول أن هذه الاشياء في يوم ما ستفتح الحقيبة تصادفا سامعني تصادفا لتفرح انك وجدتها لتجد هذا القلم او السماعة او حتى المنشار القديم الصدئ ... أي انك تخبأها لتفاجأ نفسك بها بعد ذلك ....وكأنك تلعب لعبة "اخفي لزمن طويل ثم اكتشفها صدفة فتفرح وتمصمص شفتاك اندهاشا من تصاريف القدر الغير محتم في الأساس" ،أما السبب الثاني فهو أن هذه الأشياء لابد وأن يتم جمعها في أسرع وقت حتى يتم توضيب الغرفة في أسرع وقت ولا يبقى إلا القمامة .

تتكون تلال من الشنط البلاستيك ويصبح منزلك مكونا من ثلاثة انواع من الموجودات كائنات حرف الف متحركة هي أنت وعائلتك والقطط والعصافير والسلحفاة والنمل والحشرات ...كائنات حرف باء وهي الاشياء الثابتة كالحوائط والدواليب والسجاجيد وهي دائما في مستوى الرؤية العمياء الاعتيادية ولا تثير أي ماضي ولا تعيد أي ماضي أما الكائنات الثالثة فهي زمنية حرف جيم وهي تلك المخبئة في الأدراج والشنط البلاستيك ووراء الدواليب وغيرها من الأماكن القدسية المقدسة .

يتم استعادة الزمن بنثر كل الأشياء القديمة وإخراجها من العدم ...عدم العقل والمكان .... ستجد مقصا ...لعبة قديمة ... نضارة بلاستيك لعبة أيضا ... دمية على شكل غوريلا سوداء رافعة يديها .. مكعب من الخشب لا تعرف فيما يستخدم وفيما استعملته انت منذ عشرات السنين ... كارت لأحد الشخصيات الميثولوجية مكتوب عليه الدكتور فيلهلم برينهاوم ...أو مقابله المصري أ.د / محمد عبد الرؤوف السيد نصير ..اخصائي في أمراض الشجر والبقدونس الهندي المشوي على الفحم ... ورقة بها تليفون خطيبتك السابقة التي فسخت معها في ابريل 2005.... مفكرة صغيرة انسكب عليها محلول سكري فتحولت الى قطعة واحدة لتصبح أحفورة ...لا تعلم بالطبع ما بداخلها ولو حاولت لتحولت الى أشلاء ورق ... قطعتين من الدوائر والحلقات التي تعلق عليها الستائر ... مسدس لعبة .. بنسة سوداء ...صواريخ صفراء من التي كنا نلقيها على البواب ثم نختبئ في الطرقات .. ونضحك بخوف وشر ... من الاخر ستجد كل شئ ستجد نفسك وذكرياتك داخل هذه الأشياء ...وهنا تتعدد الاحتمالات فيما ستتذكر من هذه الأشياء

قد تذكرك البنسة السوداء بعمتك وهي تجمع خصلات شعر ابنتها التي أحببتها وانت ما زلت في السادسة او السابعة من عمرك ... وقمت بتقبيلها دون ان يراك زوج عمتك ...المقص قد يذكرك بجريمة القتل التي ارتكبتها في العاشرة من عمرك حينما انهلت به كسفاح المعادي على تجمع الصراصير السوداء التي كانت تتنزه على سطح البلكونة .... المسدس اللعبة سيذكرك بأوهامك ان تكبر وتصبح رئيس أحد عائلات المافيا في شمال شرق داكتوا الجنوبية ..لعبة فقاقيع الصابون ربما تذكرك باليوتوبيا او المكان الوهمي الذي نسعى كلنا إلى السفر اليه أو ايجاده دون جدوى ... حلقات الستائر قد لا تذكرك بشئ وربما تذكرك بالخريف رغم عدم وجود علاقة بينهما .... الغوريلا السوداء ..ستضحك حينما تراها لا أعرف لماذا ربما تكون قد جننت أو أصابتك لوثة الشنط البلاستيك ...
























Saturday, May 22, 2010

طلعت حرب ..غمرة سكاكيني ....




قبل ان تعبر الشارع الملئ بالعربات امام جراج الاوبرا ستستوقفك ذات يوم سيدة في الستين من عمرها ..ترتدي طرحة بيضاء تنسدل على كتفيها ونصفها العلوي ...وجيبة سوداء... وتحمل طنا من الهموم والفقر ..ستقول لك من فضلك يابني عديني الناحية التانية ..ستجد معها فتاة أخرى ربما في الخامسة او الثلاثين ترتدي جلباب اسود لون الكأبة المخيمة في سماء مصر المحروسة ...سيمسك كلا منهما كتفيك او يداك لتعبر بهما الطريق ...ثم تفترقا ودعوات تنطلق هنا وهناك لتسمع من اعماق الاسفلت ان هناك حزنا داخل هذه الارض ..............وفرحا انك علمت الحقيقة ..حقيقة ان الناس في بلدي ما زل طيبون رغم ما يحدث فيهم ليل نهار ...يطلبوا مساعدة بعضهم وتنهال عليهم تلك المساعدات فيما يطلق عليه "جدعنة" ولا نطلق عليه نحن شيئا سوى انه الواجب الذي لابد وأن يحدث

هو نفس المشهد في عصرية .... يوم من ايام مايو الحار البارد ....لان الطقس في بلادنا لم يعد له شخصية مستقلة ...مجرد مزيج من الجنون ... تقف سيدة في شارع غمرة بعد كوبري الشرابية ومحلات عصير القصب ومعها ورقة مطوية ...تعتقد انها ستشحت منك لكن عيناك تقترب منها لتعلم انها تقول كلمات اخرى : " يابني ممكن تشيلني الشنطة " بلا اي مقدمات ستفعل هذا وتظل هي تباركك بكلماتها " الهي ما يوقعك في ضيقة الهي ينجيك يابني من كل شر ربنا يباركلك ياحبيبي ولا تنضام ابدا "


اثناء ذهابك صباحا للعمل تقع عيناك على مشهد كوني حارق لدماء اكثر الناس صلابة وبرود اعصاب اما اللي معندوش دم فمش هيهمه ويتضمن المشهد سيدة في سن جدتك او ربما خالتك الكبرى نائمة بجانب قاعدة شجرة بجانب احد افران منطقة السكاكيني وهي في وضع الميت ملقاة هكذا وامامها شئلة المناديل التي تبيعها او لا تبيعها كل يوم ...الشمس تغرق كل قطعة في ملابسها وجلدها وسني عمرها ...كأتها تبكي وهي نائمة ....تتحرك وانت تطلق ضحكة ساخرة من العدالة الاجتماعية في عهدنا السعيد وثورتنا المباركة .

ولكي تكتمل المعادلة لابد أن تمر بتجربة أخرى ايغالا في احراق دمك وتنوير عقلك بواقعنا الأغر ....تعالوا معي نجلس عشرة اشهر في محيط مقاهي وكافيهات وسط البلد لنرصد جموع الشخصيات المسرحية التي يجمعها هذا المكان وتتلخص معظمها في عدة انماط الأول هو نموذج الثري الذي لا يجد ما يفعله سوى مسك مجموعة من الاوراق المالية او الفيزا كارت في يده صباحا ليحتار فيما سينفقها ....بالطبع مامي وبابي اللذين يقومان في الفيلم بدور الممول اليومي الشهري السنوي المئوي ...لا يوجهانه فيما سيصرف هذه الأموال ....فهما لا يبغيان ارهاقة بمثل هذه الديكتاتورية في الرأي ...

تظهر الفجوة الطبقية في بلادنا المعظمة كالنضارة المعظمة بتاعت زمان في ان نفس المكان الذي تجد فيه بائعة المناديل ملقاة بحزن وغيبوبة في عصير الوجود الفقير بالسكاكيني حتى الموت ستجد شوكت باشا الارناؤطي الذي لا يختلف عن كبار الملاك وأمراء بل ومماليك ما قبل الثورات وما قبل العصور ...عالمان مختلفان مر بهما عقلي وما زال يمر وما زالت تحترق دمائي كأبة وسخرية على مثل هذه الأمور .....مشكلة بائعة المناديل انها ستموت بالغيبوبة لعدم دخول طعام لفمها منذ خمس عشر يوما ومشكلة شوكت باشا ان زجاجة الريد واين البولندي الاصلي التي راهن اصدقائه ان يكسبها تحطمت خلال استيقاظه صباحا من سهرة بكينج مريوط ...أو أن الكلبة المدللة التي اشتراها من تاجر عاديات سويسري في نويبع بأربعة عشر الف دولار منذ اأام تاهت في احراش الزمالك ولا احد يعلم مصيرها المسكينة ....وكأننا في فيلم تقليد ساخر لافلام حسين صدقي لكن المساحة الزمنية اكبر فهي تشمل عمرك كله ....

عالمان ..... فقير جدا ...ثري جدا ....اناس تموت لأهون الاسباب واناس تحزن لأتفه الاسباب ...استهلاكيون في قمة الشراهة ..ومنتجون لا يجدون قوت ثوانيهم وليس حتى يومهم ...ينتهي بهم الحال في مقلب نفايات ..... هكذا كل يوم تجد هؤلاء وهؤلاء وتندهش او تضحك او تسب وتلعن .... وتحترق دمائك ما بين ضحكات ثري سكير في شارع طلعت حرب وبين شهقة موت أطلقتها بائعة المناديل وجلدها المحترق تحت شمس غمرة والسكاكيني والموسكي ودرب المحاريق .






Saturday, February 13, 2010

يوريك مورجانوف ..عيون الصقر



"بالطبع أنتم تعرفون ها النمط ..ربما الغالب وربما الغالب التام أو المطلق لباعة الكتب في شارع رمسيس وبالأدق وبالتحديد على الرصيف المقابل لسنترال رمسيس قبل الانجراف إلى شارع سوق التوفيقية ..في أغلب الأحوال ستجده ينظر إليك ... سرعان ما يتضح أنه ينطلق نحوك ليقول لك : "أي خدمة يا كابتن"

احتمالان

1) بعد الخضة التي ستحل على أنفك وعينيك وباقي أو سائر أعضاء جسدك ستقول له وأنت تمشي عنوة ..وتغور من وشه : "شكرا"

2) ما فعلته أنا ..سرعة خلق الفكرة التي سأهرب بها من هذا البائع دون أن أبدو متهربا بل مستعدا لخوض حرب على وشك البدء جعلتني أقولها له : " والله ..فيه رواية ..عندك رواية اسمها ..عيون الصقر بتاعت كاتب اسمه يوريك مورجانوف "

النتيجة المتوقعة : 1) "لا والله" وهذا إن كان حافظا لكل الأسماء التجارية لل"بضاعة" الورقية التي يبيعها

2)استنى كدا ..وهذه النتيجة لن تجدها حتى لو كان التاجر ..تاجر الورق في سيريلانكا

ليس السبب هو أن الرواية وصل بها الحد الانتشاري إلى درجة خلوها من سوق الكتب أو أنها منعت بحظر قانوني من مؤسسة دينية أو شعبية أو أمنية ما ..لا ليس هذا هو السبب ..لكن السبب والذي تدور عليه هذه الأقصوصة هو أن رواية " عيون الصقر بتاعت مورجانوف دي مش موجودة فلا هناك مورجانوف ولا دياولو وبالتالي مافيش الأخت "عيون الصقر " ...

تحركت ناحية شارع سوق التوفيقية ..وبرزت الفكرة في عقلي الذي يعلوه فروة شعر سوداء مشعثة عبقرية منكوشة بالبلدي ..وانتهى الموضوع .

لكني في هذه المرحلة اعتدت عدة أمور : الجلوس على قهوة البورصة للقراءة لساعات .. شراء قطعتين بالعدد من سندوتشات الشاورمة من محل القزاز الكائن بشارع ـ مش عارف اسمه بس هو موازي لشارع هدى شعراوي ـ والتضايق من الشيف القائم بتقطيع الشاورمة وتقليبها لعدم وضعه كمية كافية من الطحينة على اللحم بشكل يرضي ذاتي المنبعجة ..تناول نفس القطعتين ـ سبحان الله ـ وأنا أسير على الرصيف المتجه لقهوة البورصة ...قهوة شاي نعناع سكوتش منت ـ نوعا من الحلوى ـ المرواح الساعة الواحدة أو الثانية عشر لحد العباسية من خلال شارع رمسيس بدءا من مرحلة التحرير ..عبد المنعم رياض ..وهكذا مرورا بقهوة ساعة صفا ..

يعني الحياة استمرت بيس يامان (peace ya man)

ألم تنسوا شيئا ..قراءة الكتب ..ملء شنطتك بالكتب على اعتبار أنك هتخلصها زي ما كنت بتعمل جدول مذاكرة للكلية أو الثانوية العامة وماتمشيش عليه وبتنجح والغريب أنك بتنجح ...من الأخر لازم اشتري كتب ..

في البداية ..كانت نفس الإجابة نظرا لنفس الغلاسة المتكررة مع تغيير الطابع الرمزي والأبجدي : "أي خدمة ياكابتن ..أؤمرني ..أو حتى يكح ..أو أي ما شاء من رغباته المريضة ..إنهم متشابهون ..

لساني وأسناني وحنجرتي وما لم يتم اكتشافه من خلايا جهازي الصوتي تقول : عندكش رواية عيون الصقر للأديب الروسي مورجانوف ...ياه وكمان عقلي خلاه روسي ..يانهار أبيض ..ياسلام ..ونفس الرد ..ثم تمثيل وارتداء قناع خيبة الأمل الذي يصل رسالة للي أمامك ـ جناب بائع الكتب ـ بأنك لفيت العالم سيرا على يديك بعد قدميك وبنكرياسك لكي ترى فقط غلاف هذا الكتاب المشبع والمبلول بتراب الثورة الشيوعية الحمراء .

لا يبادلك الأخر نفس شعور خيبة الأمل ..لكنه بالطبع يرسم نفس مشاعر وجهك لكن بدرجة تأثرية أقل بالطبع ..وتنتهي الحلقة القصيرة التي لا تستمر إلا لدقائق أو ثواني ..

سنوات ..خلال بعض أيام من تلك السنوات كان رصيد القراءاتي يتزايد ..وتطاير أفكاري كلك ..لكني وعلى لساني لم يكن هناك سوى أمر واحد حينما تضطرني الظروف .."عندك عيون الصقر لمورجانوف "..

بعد شهور وبشكل تدريجي جاء لي هاجس أحمق ..أن تكون الرواية موجودة بالفعل ..طبعا ليس بالاسم نفسه أي أن هناك رواية ربما اسمها عيون الصقر باسم كاتب أخر ...أو حتى هناك شخص يسمى مورجانوف مسرحي شاعر قاص روائي ..لكنه لم يكتب شيئا ما ورقيا اسمه عيون الصقر ..ليه لأ .. على شبكة الانترنت لم أجد أحد المعادلتين كاملة ..هناك مثلا : الصقر البنفسجي ..عيون فكيهة للأديب مرزوق مرزوق ..مورجانوف للحلويات الأسبانية 33 ش كاتسلاف سويسرا ..

لم أجد أبدا كيانا ما أو حتى تجويفا ما أملأه بالكلمتين : عيون الصقر أو التجمعين اللغويين "يوريك مورجانوف"

لكن الفكرة ظلت عالقة بذهني بشكل مرضي ..مرضي جدا ..خاصة وأنني وجدت أحد الأشخاص يقول لأحد باعة الكتب : " عندكش رواية ليوريك مورجانوف اسمها ..أنف النسر القرمزي "

"هيييييييييييييييييييه " هي الصيحة التي صرخت بها أعماقي في خوف ..هل هي حقيقة أم أضغاث أحلام ..كان رد البائع : "لا للأسف" ...

رجعت إلى بيتي ..فتشت الانترنت لم أجد الاسم الجديد ولا "أنف قرمزي" ولا المدعو "يوريك مورجانوف" ..هل هي دعابة لشخص يراقبني من سنوات أو أيام ..هل باعة الكتب لاحظوا وأرادوا أن يسخروا مني أو حتى يطالبونني بتغيير الحيلة .....

لا أعلم

واستمرت معاناتي اليومية مع كتابة الأخبار وترجمتها وصياغتها ورصها ..والقراءة وخلافه ..لكنني أصبحت هذه المرة أكثر إلحاحا ـ ولا أعرف لماذا ـ في سؤال الباعة عن الرواية أو أي شئ يمت لها بصلة ..كنت أبحث عن الأربع كلمات ..أي نص مسرحي أو شعري أو نثري أو حتى دليل تقويم طالب يحمل اسم "عيون الصقر " منفردا أو "يوريك مورجانوف "منفردا أيضا

هذه المرة أمنت ـ برضو لا أعرف لماذا ـ أن النص موجود وأن هناك في هذا الكوكب المترامي الأطراف مخلوق اسمه مورجانوف كتب شيئا ما أو حتى غناه ـ وكتب بعد ذلك ـ نعم هناك عيون الصقر ..كيف لم ينتبه إنسان ما ـ أحمق إن لم ينتبه ـ إلى جمال عيون الصقر ..

في النهاية ..أصبحت مريضا بالبحث عن رواية بورجانوف وعيون طائره الجارح الذي يتغذى على العصافير ..لا تهربا بل رغبة في إيجادها ..

انتابني شعور أن الموضوع كله نبؤة ..نعم نبؤة وحلت على عقلي وفتحت الباب وتعرشت أحد المقاعد به أن لم يكن المقعد الرئيسي والوحيد ..النبؤة تقول يورجانوف وعيون الصقر ..لكنها لا تفسر ماذا هي ..لقد نزلت النبؤة أول مرة نطقت بالأربع كلمات ..

كان لابد لي من سنوات كي أنسى بورجانوف العظيم وروايته ذات الخمسمائة صفحة بيضاء ناعمة وحدث ... واستمرت حياتي في دورة عمل أخرى ..شوارع القاهرة ..رصيف السنترال ..لم يتغير سوى أن الكتب أصبحت لها غلافا بلاستيكيا بدلا من الورقي ومات بائع الكتب وظهر ابنه مكانه فلقد مرت 40 عاما ..ولأننا مصريون لا ننسى تعبيراتنا الاجتماعية قال لي الوريث الجديد لل"بضاعة" الورقية وهو يلاحظ اهتمامي بالبحث عن كتاب معين : "أي خدمة يا حاج" ..

لم أجد ردا حاولت التهرب فقلت له : عندكش رواية أنا كارنينا للأديب الروسي العظيم تولتسوي ـ هذه المرة اسم الرواية حقيقي ومؤلفها مما أصابني بالأسف لأنها عندي في البيت أصلا ـ

نظر لي البائع في أسف طفولي شيخوخي قائلا : للأسف معنديش ..الناس مبئتش تهتم بروسيا والأدب الروسي ..كله بيشتري كتب جنسية أو دينية أو جرايد اليوم ..بس أنا عندي دي ..

تناولت الرزمة الورقية لأجد كتابا مكون من حوالي 300 صفحة من القطع المتوسط ..وعلى الغلاف مكتوب :

رواية عيون الصقر
للأديب الروسي : يوريك مورجانوف