Monday, October 26, 2009

حمادة بالالا

مشاعر سائق قطار يوم 27 اكتوبر 1885 :

ينطلق حمادة بلالا كل يوم إلى عمله مسرعا ..
يعمل سائقا على أحد خطوط السكة الحديد
من مصر للإسكندرية
كل يوم يتواجد في عمله من الساعة السادسة صباحا
يمضي الحضور
يدخل الى غرفة قيادة القطار
يلقي نظرة سريعة ساخرة على كل الأدوات
الدروكسيونات
غرفة الفحم
صندوق الساعات والاتجاهات
علبة السجائر
وزجاجة ماء الورد التي يغرق بها جسمه
في أيام الحر والبرد بلا تفريق بينهما
يبدأ طريقه من محطة باب الحديد "رمسيس"
تتزايد سرعة القطار
أصوات العجلات تصيب
أسنانه برعشة لذيذة
لا يلتفت للأراضي الزراعية الخضراء التي يمر بها
عقله بأكمله يتركز في شئ واحد
الوصول إلى الاسكندرية
قبل الساعة العاشرة
كي يعود مرة أخرى في الواحدة
ليركب القطار مرة أخرى
وهكذا

في السابع والعشرين من اكتوبر اختلف الأمر
لم يأت بالالا في موعده
ووضعوا مكانه زميله عواد الشربيني
البعض قال : لعل المانع خير
تعبان او جات عليه نومة
البعض لم يهتم أين ذهب بالالا


لم يتخيل أحد ما أين ذهب بالالا
كان في أخر مكان يتوقع أحد أن يجده فيه
كان من ضمن راكبي القطار
المتجه من مصر للإسكندرية
اذا مررت بجانبه ستجده
يوجه رأسه الى الشباك
يتناول الأراضي الخضراء التي تمر أمامه
في سعادة ولهفة
تمتزج بطعم السجائر الرائع في فمه
سعادة مطلقة غمرته حتى وصل للإسكندرية

هناك قرار أغرب اتخذه بالالا
الركوب بنفس القطار
العائد من الاسكندرية لمصر
لكن هذه المرة فوق القطار
تجربة مثيرة
عاد بعدها بالالا
إلى روحه المعنوية المرتفعة
لم يتعلم شيئا من تلك التجربة
سوى أنه سعيد
ويرغب في تجربة آلاف الألعاب مثل تلك


الآن يجوب بالالا العالم
مستقلا كل قطاراته
بعد سنوات
ظهرت الطائرات والمناطيد
والموتسيكلات
والأطباق الطائرة
إذا نظرت للسماء
ستجد بالالا يستقل أحد تلك الأشياء
وهو يرش ماء الورد على جميع المخلوقات
لقد تحول بالالا إلى إله



















No comments: