Friday, February 29, 2008


بعد وصولك لحالة من اليأس والقنوط

تشعر بعدها بالقوة

وتقرر أن تتشجع

وتترك عملك

فجأة تجد رئيسك في الشغل يأخذ كرسيا ليجلس جانبك

ويطلب منك خدمة

وهو يحاول افتتاح لغة حوار معك

مليئة بالهزار

ترد عليه

بكل رزانة

تلك الرزانة التي يرد بها كل من يعرف

أن الأخر يريد منه مصلحة

لذا فهو في موقف الأقوى

ثم يبدأ الخط في الإنحناء

وتصبح تدريجيا

أنت الراغب في المصلحة

ويعود التوازن

المحدد بخوف منك

وعدم مبالاة منه



اختصر يا مشرقي


يتلخص التاريخ السري لمشرقي أرجنيوف

في ملايين الوقفات

التي قضاها منتظرا زيارة

أحد الأشخاص

عايز منه مصلحة

الانتظار بالنسبة له

هو المرحلة التي

تتولد فيها مليارات الوساوس داخل عقله

ومليارات القصص والروايات والأشعار

وبلايين الكادرات التمثيلية

والتي يؤديها أمام المنتظرين مثله

أو المارين أمامه

علاوة على الوقفات

يتكون نصف تاريخ مشرقي

من مكالمات الهاتف

التي يخشى أن يقوم فيها

بالاتصال بشخص ما

تغيب عنه منذ شهور أو حتى سنوات

ذات مرة تحدث مع صديقة له

لم يراها منذ مائتي عام

وربع دقيقة

بعد خصام نشب بينهم عبر الهاتف أيضا

ظل يجوب شوارع البلاد

حتى اتصل بها مغيرا من نبرة صوته

ليقول لها أنه شخص مجهول يطمئن عليها

دائما ما يتذكر أرجينوف هذا اليوم

على أنه أجمل أيام حياته ط

الوقفات الطويلة في انتظار خادم الفانوس

والذي سيفتح له أبواب النعيم

ومكالمات الهاتف التي تظل ألف عام معلقة

حتى تتكون أداب شعبية

وتندثر حضارات

كل هذا

يثير غضب مشرقي من نفسه

لهذا قرر الاتصال بنفسه من أقرب ميناتل

ليقول لنفسه

وبكل صراحة ووضوح وشجاعة واعتدال :

اختصررررررررررررررررر


Thursday, February 28, 2008

انشراح الزملاوي


ما زال صديقي انشراح الزملاوي

والذي يتمير ببروز أسنانه الامامية

فتظن أن له أنفان

ما زال كلما أراه يحمل إلى رسالة سلبية

عن بعض مشاهد حياتي والتي يضع لها الزملاوي
تصور خاص
يا سلام

الزملاوي لا يقول رسالته السلبية

إلا عندما يستخدم كلتا يديه وأذنه

وأحيانا يستخدم أنفه

وربما يكتفي بتمرير دمعتين مزيفتين على جفونه

ويعطس بعدها

المهم أن يؤكد الكاراكتر الذي وضعه ذهني عنه

من جانبه ملتزم الزمولاوي أن يقول لي
: كلما أراه

لا تخف سأنغص عليك عيشتك

ما دمت تراني

بالطبع أنا أتحمل جزء من الفصل المسرحي

لأنني أختار لقاءه

فأنا الملام الأول والأخير

عن الرسائل السلبية

التي أسمح لنفسي بتلقيها منه

ثم عن ميكانزيمات عقلي التي

تهضم الرسالة

وتقوم بدور الحزين

كان أخر مشاهد الزملاوي

هو قوله لي

هناك مؤامرة ضدك

فقلت له : أه تصدق

الغريب أن الزملاوي

يحزن جدا حينما لا يجد مؤامرة حولي

وحينما يجدني ناجحا

أو على الأقل يرى جزء من باكورة إنتاجي

تدمع عينه حزنا وتسابقا وخوفا كي يقرأها

ليقول لي

كويس إن الواحد يبدأ مشروعه

طب يا حمار متئولي
كويس إن الواحد يبدأ مشروع هينجزه إن شاء الله

في يوم من الأيام

لكن إنشراح الزملاوي لا يفعلها

لأنه لو فعل ذلك

لن يكون انشراح الزملاوي

والذي يتمير ببروز أسنانه الامامية

فتظن أن له أنفان

ملحوظة : لن أقابله مرة أخرى ...مع الشكر


Tuesday, February 26, 2008

قهوة شوقية بالمهندسين



أصدقائي الإعزاء

سأحكي لكم قصة

تمتد على مدى نصف ساعة

هل تذكرون مدروش

صديقي الصغير

الذي أعرفه منذ خمسة وعشرين عاما

وأربعة وثلاثين دقيقة

وخمس ثواني

المهم

أطل علي مدرو هكذا ألقبه

أطل علي اليوم والذي اقترب من الانتهاء

بفكرة جديدة

تتلخص في أن

أكون سعيدا ولو لمدة معينة من الوقت

ارتبت في أمره لبعض الساعات

ثم استقريت على أن

أكون سعيدا لبعض الوقت

مر اليوم الأول بلا سعادة تماما

مجرد تمثيل أنك تضحك وذلك بتذكر بعض

المواقف المضحكة التي قابلتني في حياتي

طبعا لا أنكر مجهود صديقي العقل

هذا الموجود أعلى القفا

في عصرنفسه كي

يتذكر أكبر عدد من الكادرات

والذي أضاف لها تضخيم أو اختزال

المهم أن تتناسب مع رسمة الفم

التي تشير إلى الضحك

رواد قهوة شوقية بالمهندسين ظنوا

أني مجنون

حينما عبرت عليهم

وأنا أضحك متصنعا الضخك من ذكريات ممنتجة

مر اليوم الثاني وقد استهزأت بالفكرة

مش كفاية كدا

نفس الكلمة التي قالها رجل أعمى منذ أربعون عاما

عندما أراد النوم

مر اليوم الثالث بعد أن نسيت اقتراح مدروش

في اليوم السادس حنيت إلى اليوم الأول والثاني

وبدأت أنسج الأساطير عن الفترة السعيدة النادرة

التي كنت أعبر فيها على قهوة شوقية بالمهندسين

لأنشر البسمات على

وجوه بشر لا يضحكون ولا يسعدون إلا برؤيتي

وكزيادة في التمثيل ما فيش مانع من دمعتين

مع تحسر على الوضع الحالي

ثم يظهر مندوش

هذه المرة اسمه مختلف

ويتقدم باقتراح جديد

ويتلخص في أن

أكون سعيدا ولو لمدة معينة من الوقت
ارتبت في أمره لبعض الساعات
ثم استقريت على أن أكون سعيدا لب

ذات لحظة

قررت الأتي

التوقف عن مقابلة مندوش أو مرزوش أو أي كان اسمه

التوقف عن التمثيل بتكوين لحظات أحن إليها

والعيش في ضحكات مزورة تطل من رواد مقهى شوق.....

لا داعي لإشعاركم بالملل

والذي بالتأكيد تسلل لجيوبكم بعد مقالي الطويل هذا

المهم أني توقفت عن كل هذا

واقترحت على ذاتي أن أعمل واشتغل

يمكن يكون دا الحل








كل يوم يسير صفاء نور القلماني

من مدخل بيته حتى الركبخانة

تلت ساعة

ومن الركبخانة لعمله بالضيعة الغربية

ثلثي ساعة

هل اتفقت ميكانيكا السير

أن تكون ساعة واحد

هي مسافة سيره اليومي

يندهش القلماوي حينما يشاهد

قدمين تسير متزامنة مع أخرى

تمر سيارة في الطريق

يفقد التوازن وعيه

ثم يعود

في شكل عشوائي منظم

يشعر بالسعادة

حينما يسير في شارع ضيق من الهواء

يشعره أنه

دخل إلى مدينة البط

وعالم ألوان الطفولة

كأنه يشربه سائل الحياة

اتخذ عهدا على نفسه

أن يحفظ أغنية من أغاني التسعينات

سائرا على الطريق

تخلى عن وعده كعادته

ووقع في بطرمان العصبية

وحرقة الدم اليومية


Sunday, February 24, 2008


حالة زويما

تتكون التركيبة الهوائية حول أنف زويما باركنيسيس
من عدة عناصر هذه الأيام
"حرقة دم" يومية
يشعر بها قفصه الصدري قبل
معدته وقفاه
شعور بالاغتراب داخل بيته
حالة دوخة وجودية
مش عارف إذا كان هو عارف ولا لأ
لدرجة إنه بيعتقد إن كل يوم بيمر عامل زي الحلم
يمكن من الملل وتكرار الأيام
أو ربما لضعف حاسة الإبصار
أو إحساس بأنه مجرد عينين
محاطين بشبورة من الأحداث غير المفهومة
وغير المرئية
أي كان الأمر
لسان زويما لا ينطق بكلمة "أنا زهقان"
لكن ينطق بعبارات زي " أنا مش عارف هو فيه أنا اللي ممكن يزهق أو يفرح"
دا باختصار حالة زويما

Friday, February 22, 2008


محمد المواردي ....مأساة سحلية

لا يكف صديقي محمد المواردي
عن الشكوى من حياته
وإحساسه بالضياع
خصوصا مع اقتراب سنة من الرابعة و العشرين بعد المائة
لا يكف المواردي كلما أراه
عن الصراخ والزعيق
بخصوص رجل كرسي مكسورة
أو انتحار سحلية غارقة في دمائها على
ياقة قميصه الأبيض الجديد
أو اللقاء الجاف الذي قابله به باب الحمام
ولم يسلم عليه وهو داخل
هذه مأساته ....
لا أتوقف عن الضحك عليه داخليا
ناهيك عن حالة الغيظ والرغبة في ضربه على قفاه التي تنتابني
لكني أظهر من كل تلك المشاعر الجارفة كلمتين
كثيرا ما سمعهم مني مرارا وتكرارا
"ولا يهمك ...ماشي"
ربما ضحنا معا وربما تقابلنا القفشات
لكن أحيانا وربما دائما
هناك حائط زجاجي
ينظر فيه كل منا للأخر على أنه غامض ومش مفهوم
قوة الموجات الصوتية في كل نكتة قلناها أو ضحكة ارتجاعية بذلناها لم
تحطم هذا الجدار الزجاجي
محمد المواردي من جانبه
يؤكد كل مرة يقابلني فيها أو حتى يهاتفني فيها
أن المأساة خلقت من أجله
لكني حين اتصل هاتفيا بمصادر مقربة من السيدة "مأساه"
ألاحظ أن كلام المواردي غير صحيح
فهي لم تسمع عنه مطلقا
لكنى لا أحب أن أقول له هذا الكلام
فهو يرى في نفسه بطلا إغريقيا
تصارعه الأقدار
وبدون هذه الفكرة الميثولوجية
سيركض في بحر القلق
وهو لا يريد أن يقلق ....
فهنيئا له

نبذة عن المواردي
ولد في يناير 1885

مشغول بعدم الانشغال

اعتذر عن كتابة شيء رغم أني كتبت