Wednesday, June 30, 2010

البحث عن محروس الظبع




مش ساعات وانت لسه صاحي من النوم تلائي أغنية مقطع أغنية عمال يتردد في دماغك لدرجة انك بتتجنن ومش عارف تطلعه من راسك ...والغريب أن المقطع دا بيكون لأغنية يا إما انت مبتحبهاش يا إما أغنية تافهة فات عليها سنين أو أغنية جديدة برضو تافهة مش عارف دخلت عقلك ازاي لأ واديت نفسها الحق في أنها ترغي في دماغك وتكرر نفسها مليون مرة لما هيجيلك منها صداع ....سيبك من كل الهبل دا ..مش دي المشكلة

المشكلة ان لي صديق من كتر ما بيشوف السينما بئت كل ردوده من واقع الأفلام اللي بيشوفها لمحمد سعد واحمد حلمي وغيرهم ...كمان هو دماغو متستبة على القديم والجديد من الاخر هو روتانا سينما متحركة على قدمين تعالوا معنا ندخل عقلي صديقي هذا .....

قبل كل شئ ...يضع صديقي لنفسه هدفا عالميا هو إيجاد " محروس الظبع" ومحروس هذا لمن لا يعلم هو الشخصية الي بيتبهدل بوحة الصباح " محمد سعد" بسببها طوال فيلم بوحة عشان يحصل منه على نص مليون جنيه كان ابوه سابهم مع محروس بعد صفقة ما لا يورد الفيلم مصدرها او قصتها او سببها ...

في النهاية يظهر محروس الضبع ليقف في المحكمة ووسط فرحة بوحة بتبرئته من التهمة المنسوبة إليه ليقول لبوحة الصباحي حقيقة ليست بالجديدة على محروس لكنها مفاجئة لبوحة : الحقيقة تتلخص في : " أنا محروس الضبع دوختني معاك ياراجل خد شيك بنص مليون جنيه " ليرد عليه بوحة نص مليون جنيه وينتهي الفيلم بأن يتحول الصباح إلى احد مستثمري الطاقة الحيوانية وصاحب أكبر مزارع الألبان واللحوم مستثنيا دخول اولاد أبو إسماعيل لتلك الزارع نظرا لحالات الثأر المتكررة في تاريخ العائلين

أنا عارف إني رغيت في الفيلم كتير وأوردت حقائق يعلم كل مصري تفاصيلها لكني اتحدث عن صديقي الذي يبحث بالفعل عن الضبع ويعقتد انه حقيقي بل إذا قابلته في أحد المقاهي بوسط البلد سيقول لك : بس الائي محروس الضبع إن شاء الله ساعتها مشاكل كتير هتتحل في العراق وأفغانستان وفلسطين ...كل الناس هتبقى كويسة ...هكذا يتحدث صديقي دون أن ينتبه إلى مدى التناقض في حديثه ..فليحلم كما يريد

ليست تلك هي المشكلة الوحيدة أمام صديقي بل إن "فخري القناوي " عنده مشاكل عديدة تتلخص في كم من العبارات التي استقاها من الأفلام وإليكم شنطة كاملة من تلك الفقرات :

" كوتة اقتلي أمك وانزلي ... ماتعمل حاجة بوشك اللي بين قوسين دا ... عمر الحريري هنا ... أنا اللمبي اللي لو الزلزال عدى مصر ما يعديش عليه ...كتكوت ابو الليل اللي كل الناس تخاف من الليل إلا هو الليل يخاف منه ..وجطط كده وزجطط.. وتغرب نفسك ليه وتشحطط روحك ليه مانتا كده مده ميت ميت .... يخرب بيت اللي جاب ابوك .... الفخايدة والكبيرة ...توت توت توت توت شد حيلك يا كتكوت .... محسوبك فالانيتنو ..فالنتنيو تمويه دا ولا ايه ..اصلا أنا لامؤاخذة راجل مزواج ..ايه مزواج دا بسنين يعني بوز من هنا وببو من هنا ... مبئتش تفرق سينا من سونيا .. رياض البنطلوني يعني اصغر مدير سجن في تاريخ البني أدمين ... التشرد الأطفال دا في كل حته كوبري الملك الصالح امبابة لندن ... أدي أخرة اللي يجيب لماراتو هايفون ...اللمبي 8 جييجا ..يعني ايه ........... رجه ولف البكرة "

هذه بعض العبارات التي تتردد في عقل صديقي "فخري القناوي" ..وستظل تتكرر على لسانه بعد عقله او قبل عقله ..معتمدا في إثرائها على كل فيلم جديد يشاهده ... المشكلة أنه لم يتحدث معنا اللهجة المصرية بل أصبح مجرد "نوت بوك" لتسجيل قفشات الأفلام

وما زالت الأغنية تتردد في عقله كلما استيقظ : " يعني ايه لما .............." رجه ولف البكرة

مساء العسل ...أو صباح الفل

Monday, June 28, 2010

بيان عاجل : فوز الدكتور محمد البرادعي في انتخابات الرئاسة



(الأول من أكتوبر 2011 )

مفاجأة لها مذاق الدهشة هبطت على الطرقات وأنا أتجه إلى كليتي كلية الهندسة بجامعة القاهرة .... البرادعي بئى رئيس الجمهورية ... هكذا كان الناس يرددون في كل مكان بعضهم قالها بصوت هامس خائفين من مخبري العهد السابق والبعض قالها في شكل اتخذ دوائر راقصة بكل ركن وزقاق وعلى أسقف السيارات ...


(الثالت من نوفمبر 2011)

الكلمات التي أكتبها تخرج من أصابعي بصعوبة ... لا أصدق أنني أعيش فترة جديدة في التاريخ المصري ... من كان يصدق .... لكنها الحقيقة .... إلغاء إتفاقية السلام مع تل أبيب ....الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين ....التحقيق مع جميع المسئولين السابقين الذين ثبت تورطهم في قضايا تعذيب وفساد إداري ومالي ... توظيف ملايين العاطلين عن العمل .... الحكومة توافق على تنفيذ مشروع الدكتور فاروق الباز بإقامة فرع جديد للنيل يمتد من جنوب البلاد للإسكندرية وإقامة خمسين ألف مدينه خضراء على امتداد الصحراء الغربية كمرحلة اولى .


(الخامس من يناير 2013 )

إحصائية صادرة عن وزارة الإسكان : تزايد أعداد الهجرة الداخلية من الوجه القبي والبحري إلى المدن الخضراء التي تبلغ مساحتها ملايين الأفدنة بدءا من جنوب مصر لشمالها وانخفاض عدد القاطنين بمحافظات مصر إلى خمسة ألاف مواطن لكل محافظة ...



( الثامن عشر من فبراير 2045)

حديث عائلي قصير بيني وبين حفيدتي البالغة من العمر عشر أعوام :

الحفيدة : يعني انت ياجدو كنت عايش الأيام دي ... أيام ماكانوا المصريين مش لائيين العيش الحاف ومواردهم الطبيعية بتضيع منهم ... وكل حاجة وحشة خالص ...

الجد (أنا) : مش بس كده دا احنا كان عندنا حاجة اسمها قانون طوارئ يعني اي حد يتكلم او ميتكلمش ممكن تلائيه مشرف في زنزانة عرضها متر في متر مع اربعين واحد تانيين برضو معملوش حاجة غير أنهم متضايقين انهم مش لائيين شغل ولا فلوس ومش عارفين يوصلوا صوتهم للي فوق وبيني وبينك احنا كنا فاكرين ان دا هيستمر لحد ما جاءت الانتخابات اللي كسب فيها واحد من غير تزوير ... الكلام دا كان تقريبا سنة 2013 أو 2014 مش فاكر والله يابنتي

الحفيدة : يالا الحمد لله اني مشفتش الايام دي .....

(الثامن والعشرين من يونيو 2010)

أجلس في شرفة المنزل أتمنى فوز البرادعي في انتخابات الرئاسة العام المقبل ...أطمح في إلغاء اتفاقية السلام مع تل أبيب وعدم تصدير الغاز ببلاش للعدو الصهيوني ..أتمنى أن تعود مصر زي ما كانت زمان منزل لكل مواطن ...ليه مش فيلا ليه مش قصر لكل مواطن ...مساحات خضراء تحلق بالروح فوق مدن خضراء بالصحراء الغربية ... عمل لكل بني أدم ...حرية تعبير وفكر .... ياترى هيحصل ..أدينا قاعدين وهنشوف

Thursday, June 24, 2010

موسوعة الشتائم المصرية ...تأويل سيدي الوسيلي






رحم الله سيدي الوسيلي الذي كان يجلس معنا في حلقات الذكر بقريتي في محافظة قنا ... كنا وقتها في القرن السادس عشر الميلادي إبان دخول عسكر العتمانلية للبلاد ...هؤلاء الذين تكلموا معنا بلغتهم الغريبة بعد ذلك ... وفي أيديهم كرباج منقوش عليه كتابات تشبه العربية عرفنا بعد ذلك أنها التركية

ذات مرة جلس سيدي الوسيلي يحذرنا من أي كلمة نقولها ليس هذا بسبب بصاصي الدرك الأعلى في بلاط مولانا السلطان سليم الأول حاكم البلاد الأوحد ...وإنما بسبب أن كل كلمة نقولها سنحاسب عليها يوم الدين وتنهمر عليك نيران جهنم ...كل حرف نطقته عذاب بمفرده ..هكذا قال سيدي الوسيلي في حلقاته التي شكلتها دوائرنا حوله بقريتنا في محافظة الدقهلية أو ربما الشرقية أو أسيوط ... مش مهم


الكلمة الأول :"هطلع ميتينك "

هذه الجملة من أخطر ما يكون لأن قائلها يدعي الإلوهية ...فالرب وحده هو القادر على بعث الموتى أما حينما تجد أحد مخلوقات هذا الكوكب أو الكواكب الأخرى يقولها ـ بلغته طبعا ـ فأعلم أنه إما بيهجس عليك أو إنه بيستهبل أو أنه عبيط ... ولنفترض أنه على حق ..ما عليك سوى استئجار مكاري ـ سائق الحمير ـ والذهاب إلى مدافن عائلتك بالقرية ..لا تنسى إحضار الكتكوت اللي اتكلم وقال لك هطلع ميتينك ... وتطبيقا لمثل "أدي الجمل وأدي الجمال" اطلب منه تنفيذ ما وعدك به ...طلع ميتيني بئى يا كابتن مش عملت فيها دكر وقلت الكلام دا.. طلعهم عشان نسألهم شافوا ايه بعد الموت وهل فيه حياة تانية ولا لأ .... طبعا سيادته مش هيرد ومش هيجي معاك أصلا عشان يطلع المراحيم اللي ارتاحوا منذ زمن بعيد من أمثال صديقك مدعي الإلوهية دا ...وربنا يشفي

الكلمة الثانية : " فيه ايه ياروح أمك؟ " وفي مصادرأخرى " فيه ايه ياروح خالتك؟ "

هذه الجملة تحمل معنى واحد أن الشخص الذي يوجهها إليك لا يراك بالعين المجردة فأنت مجرد "روح" يعني كائن شفاف أو مادة زجاجية زي اللي بتظهر في الأفلام المصرية القديمة لما يحبوا يجيبولك حد مات وبئى عفريت فاكرين فيلم عفريتة إسماعيل ياسين أو فيلم عفريت سمارة أو فيلم الفانوس السحري بتاع عفركوش ابن برتكوش ..نفس الفكرة ..يعني انت بتكون شبه الدخان والناس اللي بتبص عليك تشوف الكنبة اللي وراك ويجيوا يسلموا عليك ميعرفوش لأن انت مجرد دخان وهواء.. فتروح ايديهم تطلع من الناحية التانية وهم بيسلموا عليك ...من الأخر اللي يقولك الكلمة دي ـ وفقا لسيدي الوسيلي ـ معناها حاجة واحدة أنك دلوئتي عفركوش ابن برتكوش وانك مخلوق لا يحمل اي سمات المادة من ملمس بل مجرد طاقة ودا شئ كويس لأنه هيتيح ليك انك تنتقل عبر الأثير وتروح السينما والمطاعم وتسافر من غير فلوس ...


الكلمتين السابقتين وتفسيرهما حصلت عليهما من بعض الكتابات السرية التي تركها سيدي الوسيلي أرحمه الله ـ لمريديه وطلابه ...اكتفيت بتفسير كلمتين فقط نظرا لوقت من يقرأ هذه التفاسير ...ونستكمل غدا بإذن الله .

















Monday, June 21, 2010

استفزاز وجودي ..موجة حر ...هأو أو




التاسعة صباحا

بجانب شجرة لا تراها في العادة يقف مجموعة ضئيلة منهم
هؤلاء الذي جاءوا مثلك صباحا ليقضوا مصالحهم
محطة أتوبيس من الأخر بدون أريكة معدنية لجلوس المقعدين والعجائز
عليها ... المحطة ليست إلا مساحات متفرقة من البشر هنا وهناك لا يجمعها ركن معين أو زاوية جديرة بالانتظار فيها ..بل على العكس مجرد تجمعات قبلية يجمعها انتظار الغائب الذي سيأتي في لحظة ما مقدما ذاته في هيئة لعبة مكعبة وتسير على أربعة دوائر سوداء وتمتلأ معدتها بمحصل تذاكر ثمل أحمق ..وسائق لا نعرف من هو ولا نراه في الحقيقية المستحقة إلا حينما نقف بجانب الباب لنخرج من فم العربة مؤكدين بصوت استخباري :" طب الأسنان معاك يا أسطى لو سمحت "

هذا ما ستجده في مفترق الطريق بين شارع السرايات وشارع أحمد باشا سعيد بالعباسية وأنت متجه إلى كلية طب الأسنان التي تدرس بها في نهائي طب ..محطة بلا محطة ...صحيح أنها مصب لأنهار الشمس الحارة ونحن في هذا التوقيت نستضيف شهر يونيو بأراضينا يعني المسألة مسألة تحرق الدماء ..

وياريت المسألة تنتهي على كده ..فالطريف في الموضوع رغم أنني لا أجده طريفا أن جلوسك في المقعد أو وقوفك معلقا أمام الأخرين ماسكا بماسورة السقف لم يمنع سائق الأتوبيس من عدم الانصياع والامتثال لهدفك وايحائك له بالاتجاه إلى شارع العباسية مرورا بالعتبة بالسيدة زينب قبل الدخول في المنيرة والقصر العيني لتجد نفسك بعد شارع المنيل محاطا ببسمات من وصل قبلك إلى كلية طب الأسنان ،لا فالأوتوبيس يعجز عن التواصل معك عقليا وعبر كهرباء المخ الأثيري وأرواح التجلي ... تتمزق حزنا وانت تتجه لباب الأوتوبيس قائلا للسائق : " انا راكب غلط نزلي هنا "

عد بالشريط الزمني لعدة ثواني سابقة

ستجدني أقف أو أجلس مع أحد مستقلي العربة ..في همهمة أو قل حشرجة غير مفهومة بالطبع يقول لك أنك في المكان الخطأ .. وأن هذا الأوتوبيس يتجه لحدائق القبة .... نفس الخطأ الذي ارتكبته لمرات عديدة غير متنبها إلى أن الأتوبيس الذي يكتب عليه القصر العيني ليس ضروريا أن يكون متجها للقصر العيني ... .يشير إليك هذا الراكب المهمهم بأن المحطة التي على اليسار أي الناحية التانية هي اللي رايحة المنيل ..ويصرخ على السائق الذي نراه سريعا وبدون تركيز " ياريس وقف شخص ركب غلط " هنا تنتهي الهمهمة ومحاولاتك فهم ماذا يقول هذا المخلوق الصارخ على السائق
والذي جلست معه حوالي أربعة أيام لتفهم ماذا يقول وهل أنت في الطريق الصحيح أم لا لكنه كان يدير وجهه بزاوية غريبة لا تفهم منها سوى أن هناك خطأ ما .

تعبر الشارع وتجد مهزلة كوميدية جديدة ...محطة أتوبيس أخرى مكونة من سبيل ماء وكشك سجائر وسيارة مغطاة يستند عليها البعض بديلا عن الأريكة ..هذا هو شكل المحطة المتعارف عليه في منتصف شارع أحمد سعيد أو ما يعرف باسم مدخل حي بين الجناين ...هناك ستجد البشر يقفون لساعات طويلة ...بلا تغيير في الأفراد أو تغيير في الوقفة ...كلهم ينتظرون أتوبيسا معينا لا يأتي ... يمر العابرون عليهم ويسخرون ...كما لو كانوا أرواح موتى تسخر ممن يعيش الآن ويعيش في حياة غير مفهومة وعبثية .... تسأل أحد الأشخاص هو اللي رايح المنيل وطب الأسنان بيعدي من هنا ...يجيبك إجابة أخرى مليئة بأرقام الأوتوبيسات التي تريد ركوبها ...هو بيعدي من هنا ؟ يجيبك : اه ويضيف بلا داع : أنا هركب الأوتوبيس دا ...في النهاية وبعد انتظار على شبه المحطة تلك أو لنقل سبيل الماء والسيارة المتخفية في هيئة محطة ...يأتي الأوتوبيس بلا أي بقة فراغ تملأ نفسك بها ... مزدحما لدرجة الاستياء القوقازي ....تترك صديقك الذي يجيب إجابات أخرى .... تجده يتشاجر مع أحد المعلقين على الباب ويسأله أنت نازل ولا طالع ثم تتوالى الشتائم ...تضحك وأنت تتجه إلى محطة أخرى ....تسير قليلا وتنظر ...تحترق دمائك من التأخير على الكلية ... وبعدين ... تمر بالعواصف الترابية تتعرض لقبلات مقززة من دائرة الشمس المفروضة على هذا الكون بحجة إنماء النباتات ...وتجوب بحارا وبحارا و....لن أكمل الأغنية فها هي محطة " " بصراحة مش عارف اسمها لنقل محطة الدمرداش أو محطة نفق مصر والسودان المهم أننا الآن في منطقة دير الملاك الممهدة لحدائق القبة ... هذه المحطة تختلف عن سابقاتها بأنها تحتوي على أرائك ...نحمد الله ... لكن الوقت يمر ولا أريد الوصول متأخرا ...بعض الأوتوبيسات الغامضة هويتها ولا تحمل حديدة الأماكن التي توضع بجانب أول راكب غير موجودة .. ثم يأتي صديقك الأوتوبيس الموعود الذي وقفت في ثلاث محطات اليوم وأمس وغدا ربما 150 محطة كي تجده ... وتستقله ... ليتجه في طريق أخر يستغرق وقتا زمنيا عن طريق العتبة القصر العيني المنيل .... هذا الأوتوبيس الغارق في الصبغة الحمراء ..يتخذ طريق صلاح سلام القلعة السيدة عائشة مجرى العيون ..وهووووووووووووب بس بعد الكوبري يااسطى ...الإشارة هناك إلى كوبري مجرى العيون ..أصلا أنا ايه اللي يخليني أنزل ميدان الجيزة وأركب حاجة تانية للمنيل لأ أنا هركب من مجرى العيون هكذا أقول لنفسي

لا يأتي الأوتوبيس في مجرى العيون ...

عنوان لكادر الساعة العاشرة والنصف يوميا
سور مجرى العيون أمامي يبدأ مدفونا وينتهي عاليا ولا أفهم لماذا هذا التدمير كيف تقوم بسد سور عال ...........
مش مهم ليس هذا مجالنا ...لكن وسط فتحات السور التي بقيت ستجد بائعي الورد وغالبا ما يكونوا عجائز يرتدين الزي الفلاحي المزهز بصور الفاكهة أو فتاة مات أباها في حادث ما لتجلس منتظرة مصيرها غير الرائع طبعا في مصرنا العظيمة الغالية على رأي خالد الذكر سيد درويش ... لا يأتي الأوتوبيس اتخذ قرارا هاما وأنا أنظر لساعة الميدان ..السير مشيا إلى المنيل ويحدث الأمر في عجالة ..العرق ينهمر من جلدك ... ترتشف كوب من الماء المثلج المشبر في أحد مقاهي المنيل المضغوطة ... تعبر الطريق لتجد الكلية ...تدخل إلى أصدقائك في المحاضرة على فمك تعبير واحد :" يلعن أبو أم المواصلات والأرف اللي احنا فيه كل يوم ...مافيش أتوبيسات في العباسية للمنيل تركب غلط وتنزل تركب تاني .. وفي مجرى العيون مافيش حاجة للمنيل تمشي على رجليك ... "

لكني تعلمت حكمة وما زلت اتعلمها كل يوم وما زلت أتفوه بالشتائم لأني اتعلمها كل يوم ...باختصار الانتظار هو ميراثنا الوجودي ...الانتظار دون أن يأتي ما تريد وحتى إذا جاء ستذهب إلى مكان خاطئ ...وهكذا تحترق حياتك في وصلة غباء متواصل ... فما الحل ... أنك تمشي للمنيل على رجليك يا برنس البرانيس ............هأأو...أو..أو...أأأو

محلوظة : هأأو كلمة باللهجة الصربية تعبر عن السخرية




























Sunday, June 13, 2010

غرفة مظلمة إلا من ضوئين



غرفة مظلمة إلا من ضوئين
ضوء لمبة الكومبيوتر التي تحمل بعض ألوان الطيف
وضوء لمبة مفتاح صوت سماعات الكومبيوتر
اديث بييف الفرنسية أو محمد منير المصري يغنيان أغنية ما غير مفهومة
لكنها رائعة وإلا ماكنت اخترتها لتسمعها

في الوقت نفسه وفي الغرفة نفسها أجلس في الظلام
اتناول سيجارتي الكليوبترا الحمقاء
وكأنني بهذه الطريقة أحصل على هدوء موسيقي محبب الى النفس

لا أرى دخان السيجارة
القلق من الحياة هو ما أراه
ويراه ملايين غيري
حينما يجلسون في غرفتهم السوداء الا من ضوئين

ليس للقلق سبب
انت تعمل ..معك اموال كل اول شهر
جبهات حياتك هادئة معظم الوقت
إذن من أين يأتي هذا المخلوق الأزرق
المدعو الخوف ؟

تأتي الإجابة من غموض الحياة حولنا
رغم كل الطمأنينة التي يرسمها الأخرون
من حولك والضحكات والأفيهات والقفشات
يظل السؤال الأهم
ماذا وراء كل هذا ؟
وإلى أين ينتهي كل هذا؟
وماذا بعد؟


أنت تستيقظ مبكرا
تجلس قليلا على النت
تسير في الشوارع
تركب المواصلات وتنظر لأسماء المحلات
والعيادات وغيرها
ينشد البشر من حولك موسيقاهم وضجيجهم وهدوئهم
وثقتهم في شئ ما طيب يحدث أو سيحدث

عقلك ينشغل قليلا بالعمل والوجود والزحمة والناس
وعائلتك وقصصك اليومية والأسبوعية والسنوية وطعامك
ومحادثاتك على الماسنجر والياهو والفاسبووك
كل ما يحدث لك يوميا من زخم إنساني
كل هذا ينهيك ويجعلك تنسى حقيقة هامة
ما زالت تطل من شبابيك المطابخ
وأغلفة الكتب والكراريس
الحقية هر مجرد سؤال من خمس كلمات
لماذا ؟


يقول الفلاسفة ان هذه الكلمة "لماذا "هي أول الفلسفة
والحكمة ..وأنا عن نفسي لا أريد ان اكون حكيما
بقدر ما أريد وبشدة معرفة الإجابة عن نفس الكلمة
لماذا ..لماذا وإلى أين ؟

الجميع سيقدم إجابات مختلفة
هناك من سيؤكد لك ويحلف لك أن المحطة القادمة في حياتك
هي بولاق الدكرور او باريس او برلين الشرقية او حتى كوبري الليمون
وهنا من سيؤكد لك انه غير متأكد بشكل مؤكد مما سيؤكده لك المستقبل
والبعض لن يجيبك لأنه لا يعلم أو منشغل
والبعض سيقول أشياء أخرى

ويبقى هذا السؤال الذي خلقه طعم السيجارة
والنيكوتين الذي يؤدي كميائيا إلى إصابتك بالقلق والخوف
بسبب نقص الأكسجين الممنوح لرئتيك
السؤال الذي لا يتم إنتاجه الا في مصانع الغرفة المظلمة
ذات الضوئين
ضوء لمبة الكومبيوتر وهو مغلق
وضوء مفتاح اللصوت

ماذا بعد............ تلك هي المشكلة ؟
لماذا ....تلك هي الإجابة ؟